تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

إما أن نكون أو لا نكون

خالد بن خليفة الغافري

نعلم جميعاً أن الشغل الشاغل في هذه البلاد العزيزة هو التوظيف والذي يسعى من أجله جميع الباحثين عن عمل ولكن دعونا نفصل الأمور بطبيعتها وبشكل منطقي.
إن مسألة التوظيف وصعوبتها جاءت بسبب تراكمات عديدة من فترة طويلة اشترك فيها المسئول والمواطن والوافد.
فلو نظرنا إلى الماضي فقد كانت الحكومة تبحث عن الموظف من كل مكان ويرجع السبب في ذلك إلى الحاجة الملحة لعدد كبير من الموظفين وخاصة العسكريين في تلك الفترة ومع مرور الزمن تناقص هذا التوجه لأسباب عديدة منها  تزايد عدد الوافدين الذين جاءوا إلى السلطنة للبحث عن قوتهم ووجدوا عمان جنة الدنيا التي يستطيعون العيش فيها ويبحثون عن قوت يومهم بشتى الطرق المتاحة لهم من كفلائهم.

ما حدث هو أن الوافد كانت له نظرة ثاقبة استغلها لصالحه وهي أنه وجد أن المواطنين معظمهم يسيرون في طريق طويل نهايته الراحة وترك المجال للوافدين للعمل واستلام المبلغ في نهاية الشهر.
ومن ناحية أخرى هناك نقطة أساسية وإيجابية كانت في ذهن الوافد غير ما ذكر أعلاه وهي أن الوافد يقبل ويقنع بالقليل الذي يمكنه من الخوض في تجربة العمل حتى يكون بعد ذلك متقناً لهذا العمل وقادراً على إدارته بفعالية كبيرة وصبر طويل حتى لو كان لا يعرف شيئاً عن هذا العمل إلا بعد ممارسته له مع العلم أنه يعلم تماما أن أربابه يتمتع بروح راضية وخلق يجعله يتحمل عامله في فترته الأولى حتى يتعلم دون أن يتعرض العامل لأي تأنيب من صاحب العمل وهذا ما مهد الطريق أمام جميع العمال لقول قولتهم المشهورة (كل شي معلوم) بلهجتهم الدارجة وهكذا فتحت جميع المهن لهؤلاء بنفس الطريقة.
أما ما يخص العمل في القطاع الخاص فإنكم تعلمون جميعاً نسبة العمال الوافدين تفوق نسبة العمانيين بفارق كبير جداً ويعود السبب في ذلك في أن الوافدين يقبلون على جميع الوظائف مهما كان الراتب ويتدرج بخبرته إلى أن يصبح هو الآمر والناهي في تلك الشركة ويتزايد راتبه شيئاً فشيئا إلى أن يصبح من الأثرياء.
كنت أسأل أحد الموظفين العمانيين يوما ما عن راتب المسؤولين الوافدين الكبار فكانت إجابته مثل الصاعقة حيث قال إنها بالآلاف مع السكن والهاتف والسيارة وغيرها من الامتيازات الأخرى وقد يكون هذا الوافد ليس لديه شهادة ولكن يمكن أن تكون لديه خبرة السنين التي اكتسبها طيلة فترة عمله بعد أن كان لا يعلم عنها إلا القليل وربما أصبح بعد ذلك يعلم بأسرار الوظيفة وحيثياتها أكثر من صاحب الشركة لأنه هو من يدير الشركة وأربابه ينتظر المبلغ نهاية الشهر .
وبتفكير منطقي وحسبة بسيطة ووضع هدف لمستقبل عمان وأهلها فإنه يجب علينا أن نثق بقدرة العماني أولا ويجب على العماني أن ينخرط في أي عمل سواء كان حكومياً أو خاصاً وهذا ما وجهنا إليه مولانا صاحب الجلالة بوجوب الانخراط في العمل وخاصة العمل في القطاع الخاص.
لذا لا بد لنا أن نعمل على هذه النقطة بتهيئة العمانيين من مختلف التخصصات ليكونوا بجانب الوافدين ذوي الخبرة حتى يتم تلقينهم العمل بالصورة التي تمكنهم من قيادة الشركة أو المؤسسة ولابد من وضع فترة زمنية حتى تكون هناك جودة عمل نستند إليها جميعا وبذلك نحصل في النهاية على نتائج إيجابية منها التعمين وتوفير أموال طائلة كانت تدفع للوافدين والتي سوف يتم دفع جزء منها للعماني الذي سوف يكون راضيا بإذن الله وبذلك يحصل جميع الباحثين عن عمل على ثقة أصحاب الشركات في القطاع الخاص.
كما أن هناك نقطة أخرى لفتت انتباهي وهي أن الوافدين يتعلمون من وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت وخاصة اليوتيوب لممارسة جميع الأعمال المتوفرة للعمل بها وممارستها وبذلك أصبحوا متقنين للعمل على مر الزمن.

لذا لا بد أن يكون الإحلال في القطاع الخاص بشكل كبير وسريع كما يجب علينا أن ننخرط في جميع الأعمال حتى نقود بها دفة العمل إلى المستقبل لكي لا نتفاجأ بعدد كبير من العمانيين في قائمة الانتظار كما يجب على أصحاب القرار تحديد المهن للعمانيين فقط تدريجياً وفتحا للمجال لهم للعمل سواء في الشركات أو وسائل النقل المختلفة أو المزارع أو النظافة أو المراكز التجارية أو غير ذلك.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights