صلاح بن سعيد المعلم العبري
إعلامي – عضو جمعية الصحفيين العُمانية
عندما نتكلم عن الإنسانية فإننا حقاً نتكلمُ عن العُظماء، فالإنسانية الحقّة: هي وليدة الرحمة، والإنسانية هبة سامية من الهِبات التي وهبها ربُ العزة والجلال للإنسان، حتى يعي جيداً جانباً عظيماً من جوانب حياته، ألا وهي: تقدير الناس تقديراً يليق بمكانة كل فرد كمخلوق بشري، تقديراً ليس لوظيفته أو راتبه أو ما يملك من متاع الدنيا، بل تقديراً يرتقي كونه إنساناً فضله الله عن سائر المخلوقات.
إن توفير كل السُبل الكفيلة بجعل الآخرين مُبتسمين سعداء؛ لهو عطاء المتواضعين، وهو ميزة لها شموليتها، وإحدى القيم المحمودة التي يُسخرها الحق تعالى في قلوب الأصفياء الأخيار المتواضعين من عباده، الذين لا يريدون من الآخرين جزاءً أو شكوراً.
إن دخول الموظف على رئيسه أو مسؤوله في العمل للسلام أو لمناقشته في موضوع من مواضيع العمل، وقيام هذا المسؤول من كرسيه لرد السلام والتحية بأحسن منها بابتسامة صادقة؛ لهي سمة من سمات الفضيلة الإنسانية للمتواضعين، فطوبى ثم طوبى للنفس المتواضعة.
إن الرياء والنفاق وحب الشهرة وحب الظهور على أكتاف الآخرين .. وغيرها، هي صفات لا تمت للتعاليم الإسلامية بصلة، فمن أخلاق المؤمن الإخلاص في القول والعمل، وعدم الاكتراث بما يقوله الآخرون، فلم يسلم أحد من القيل والقال.
على الإنسان أن يحترم الآخر كإنسان، وأن التكبر والتعالي خُلق مذموم؛ لذا فإن المرء مطلوب منه عدم تكوين مثل هذه الحماقات وأن لا يعيرها أي اهتمام، بل عليه دائماً وأبداً أن يشغل نفسه بإصلاح هذا النوع من الحماقات.
خاتمة القول: لو دامت لغيرك ما وصلت إليك، تواضع لله ولا تتكبر وكُن لذريتك مثال يُحتذى به في التواضع ودماثة الخلق .. وتذكر بأن المال يفنى وسيسألك الله عنه، وأن كرسي الوظيفة كرسي حلاق ستغادره يوم ما، كما غادره من قبلك ،،،، وكلنا إلى الله راجعون.
