المدرسة…حياة الثقافة السائدة… والثقافة المرفوضة
د. محمد بن أحمد البرواني
alnigim@gmail.com
محمد للاستشارات الإدارية والتربوية والتعليمية
الثقافه السائدة هي مجموعة القيم والمبادئ والعادات والأعراف والتقاليد التي يسير عليها الناس في المجتمع، ويتمسكون بها، وتكون مقبولة لديهم.
أما الثقافة المرفوضة فهي الثقافة التي تأتي لتغير أو تؤصّل مبادئ معينة وعادات وتقاليد أخرى في المجتمع غير التي كانت عليها، أو تضيف عليها، فإما أن يستحسنها المجتمع أو يرفضها، والثقافة المرفوضة تعد الثقافة التي دخلت على المجتمع ورفضها، فلا تسود، وتنتهي وتضمحّل، وغالباً تأتي من الخارج.
وتسود الثقافة في المؤسسات من خلال قيم العمل إذا ما عمل واضعو الرؤى على وضع الأهداف الذكية والإجراءات الإبداعية التي تحفزّ العاملين على الالتزام بها والدفاع عنها.
ليس أمرّ على الإنسان، ويوجع صدرهُ، ويحزُّ في نفسهِ أن تسود ثقافة التمسك بالرأي، أو حتى الاستماع لمقترح أو رأي مع المتنورين والذين يردون منهل الثقافةِ والفكر، على الرّغم من وجود مصادر التأييد للشورى قرآناً وشعراً وقولاً، قال الله تعالى:﴿فَبِما رَحمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُم وَلَو كُنتَ فَظًّا غَليظَ القَلبِ لَانفَضّوا مِن حَولِكَ فَاعفُ عَنهُم وَاستَغفِر لَهُم وَشاوِرهُم فِي الأَمرِ فَإِذا عَزَمتَ فَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلينَ﴾ [آل عمران: ١٥٩]
ويقول حافظ إبراهيم في عمريته:
رأي الجماعة لا تشقى البلاد به*
رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها
ويقول الشريف الرضي:
أقرن برأيك رأي غيرك واستشر*
فالحق لا يخفى على اثنين*
للمرء مرآة تريه وجهه*
ويرى قفاه بجمع مرآتين
فما خاب من استخار، ولا ندم من استشار.
في ظل الانفتاح التقني واعتبار العالم قرية واحدة تصل إليها بكبسة زر.
إن قدرة الناشئة على اختيار القدوات تتعرض لنزواتهم الشخصية في ظل غياب القاعدة العقائدية القوية التي تكفل التحصين الكامل ضد هذه الثقافات التي تستهدف كيان الأمة، وتزعزع مبادئها وقيمها التي فطرت عليه.
إن ما يعمل على تحصين مجتمعاتنا رفض هذه الثقافات وجعلها مرفوضة؛ حتى لا تسود، وقد نجح المجتمع بشكل جيد في رفض بعض هذه الثقافات، كإزاحة البنطال عند الشباب، وتضييق اللباس عند الشابات، وهذه الثقافات تسود لفترة وتتلاشى، ثم تأتي أخرى، كالتي تظهر حالياً من إظهار الشعر وصبغه بالأبيض عند الشابات، واستخدام اللبان والمضغة كمادة الأفضل عند الشباب.
إن محاربة هذه الثقافات الضارة التي تتنافى مع القيم والمبادئ والعادات والتقاليد والأعراف الإسلامية يكون ردعها ورفضها بتوجيه الشباب من خلال التوعية بمخاطرها ومآلاتها والنتائج التي ستجنى من ورائها.
إن هذه التوعية تحتاج إلى رصد ومتابعة، حتى يتم وضع البرامج التي تعمل على دحضها ورفضها؛ لتسود ثقافة تتناسب مع قيمنا ومبادئنا وأعرافنا.
لذلك لابدّ من وجود مركزٍ يعنى برصد الثقافات الواردة، والعمل على مجابهتها وتوجيه المجتمع على رفضها من خلال البرامج المختلفة من إعلام وتوعيات وقوانين، وأن يستفاد من الداعمين الأفراد الذين يتصدون لهذه الثقافات السّامة والضّارة، وتأصيل قيمنا ومبادئنا وأعرافنا التي ستعود بالنفع والفائدة للجميع، فمن خلالها تقوى سواعد الشباب، وتزدادُ هممهم، وتتفاعلُ أفكارهم نحو التغيير إلى أعلى؛ ليحقق المجتمع النمو والوعي.