الحقوق الزوجية في الإسلام (٨)
د. عبدالحكيم أبوريدة
الحمدلله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعد:
لقد تناولنا في المقالات السابقة بعضاً من الحقوق التي أوجبها الإسلام للزوجة، وفي هذا المقال سنتعرض لجانب من الحقوق التي أوجبها الإسلام للزوج، وعلى رأس الحقوق التي قررتها شريعة الإسلام للزوج على زوجته( الطاعة في غير معصية الله تعالى)، لأن هذه الفضيلة إذا تحققت بين الزوجة وزوجها عن رغبة لا عن رهبة، ترتب عليها كل خير وبر، ومحبة ومودة.
ومن الأحاديث النبوية الشريفة التي أكدت هذا الحق للزوج على زوجته، ما جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: سألت النبي صلى الله عليه وسلم ، أيُ الناس أعظم حقاً على المرأة ؟ فقال زوجها. قالت : فأي الناس أعظم حقاً على الرجل ؟ قال : امه.
ومنها ما جاء في سنن أبي داود والترمذي عن قيس بن سعد-رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو كنت آمرًا أحداً أن يسجد لأحدٍ، لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن، لما جعل الله لهم عليهن من الحق.
ومنها: أنه – صلى الله عليه وسلم- وضح أن من صفات المرأة العاقلة الفاضلة: طاعتها لزوجها، فقال :خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك.
ومنها : أنه – صلى الله عليه وسلم- صرح بأن طاعة الزوجة لزوجها ، تمثل لونا من أسمى الفضائل وأعلاها درجة، فعن ابن عباس- رضي الله عنهما- أن امرأة جاءت النبي – صلى الله عليه وسلم- فقالت: يارسول الله: أنا وافدة النساء إليك: هذا الجهاد كتبه الله على الرجال، فإن أُصيبوا اُجروا، وإن قتلوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون، ونحن معشر النساء نقوم عليهم ، فما لنا من ذلك ؟فقال لها – صلى الله عليه وسلم- أيتها المراة أبلغي من لقيتِ من النساء أن طاعة الزوج ، والإعتراف بحقه يعدل ذلك وقليل منكن من يفعله.
وهذه الطاعة- كما أشرنا- إنما تكون فيما أحله الله تعالى من الأقوال، والأفعال، وفيما تكون الطاعة فيه من الأمور التي اتفقت على وجوب التحلى بها الشرائع السماوية الحكيمة، والعقول الإنسانية السليمة.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل، وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم