معسكرات العمل ودورها في إبراز المواهب الشبابية
صلاح بن سعيد المعلم العبري
كل إنسان منا ذكر كان أم أنثى، صغيراً كان أم كبيرًا، شغوف بالتطوع وتسخير جهده وطاقته في خدمة وطنه ومجتمعه، فالمرء بفطرته التي فطره الله سبحانه وتعالى عليها لا يستطيع العيش بمفرده بعيداً عن الآخرين، سواءً في محيط أهله أو أسرته أو مجتمعه المحلي؛ كون ذلك من الخصائص والسمات الإنسانية التي يجب على الفرد أن يتحلى بها، فالتعاليم الربانية تحث الإنسان على الخير والحرص على فعله، وممارسة كل ما من شأنه خدمة مجتمعه وبيئته، وعبر حقبٍ سالفة من الأزمنة وإلى يومنا هذا وحتى قيام الساعة تظل الأعمال التطوعية مصدراً أساسياً ومهماً للخير.
ومن بين الأعمال التطوعية ” معسكرات العمل الشبابية ” التي كانت تقام صيف كل عام بمختلف محافظات السلطنة والتي أثبتت نجاحاً كبيراً حظي بإشادة المجتمع، وساهمت في تسخير الجهود والطاقات لخدمة المجتمع المحلي ليس على صعيد المحافظة بل وشملت الولاية والقرية والبلدة، وعززت من روح التظافر المجتمعي، كما وأنها ساهمت في تنمية حب الوطن، وفي تعزيز قيم التعاون بين الشباب العُماني. ولقد كان لمعسكرات العمل الشبابية تنوع واضح وملحوظ في تنمية القدرات الشبابية من خلال ما اشتملت عليه هذه المعسكرات من أنشطة وبرامج وفعاليات شبابية تنوعت بين الثقافية والإجتماعية والفنية والرياضية وغيرها، بالإضافة إلى ما ساهمت به في إبراز المواهب والهوايات لدى الشباب.
ومن خلال مشاركاتي السابقة وخلال السنوات الماضية في هذه المعسكرات كان حرياً بي الإشادة بما ساهمت به هذه المعسكرات من دور كبير وفاعل في غرس قيم الإنتماء تجاه الوطن العزيز لدى الشباب، والاعتماد على النفس من خلال خدمة المجتمع، والمحافظة على صحة وسلامة بيئتنا العُمانية الجميلة. فمن وجهة نظري أرى بأن العودة إلى تنظيم مثل هذه المعسكرات ووضع السبل الكفيلة لتعزيز دورها، وكذلك بأن يكون لهذه المعسكرات دليل عمل يرتقي بأهميتها ودورها في كل ما من شأنه بث روح التعاون والتكاتف بين الجميع، خاصة فئة الشباب خدمة لعُمان الوطن والإنسان.