2024
Adsense
ثقافة وفنون

هيّا أفيقي

علياء بنت خميس الحنشي

إلى أي طريق أنت ذاهبة؟ أراك في الشهوات غارقة، غرّك طول الأمل؛ فكنت للتسويف أسيرة، فهل أنت على يقين أن تعيشي إلى الغد؟ بل إذا أصبحتِ هل أنتِ على يقين أن تعيشي إلى المساء، وإذا أمسيتِ أن تعيشي إلى الصباح؟
آآآه …على حال إلتِ إليه، أفيقي من غفلتك؛ فقد ترحلين من دار {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} (الرحمن:26) في غمضة عين إلى دار لا يفلح فيها {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }.( الشعراء:89)؛ عندها ستعضين على أناملك ندماً على وقت ضاع هباءً منثوراً بين لهو قول وعمل، لكن هيهات هيهات ينفع الندم!
فهيا، أفيقي من غفلة أعمت بصيرتك، فما زال في الوقت متسع، فأنت اليوم في دار عمل قد تجني منها ثماراً طاب مأكلها، وقد تكون هذه الدار خسراناً مبيناً لمن شغلته عن إقامة صلاة، وعن نهيٍ عن الفحشاء والمنكر، وعن ذكر يرفع شأن صاحبه بوعد من الله في قرآنه:{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} (البقرة: 152)، وعن تلاوة لآيات مؤنسات للروح في الدنيا وفي القبر، وأمان من فزع يغمر القلوب في يوم منه تنفطر، وعن زكاة وصدقات بها المال يدخر، ليوم ترى فيه ما كنت بالأمس في دنياك تفعله.
فهيا، أفيقي يا نفس، وانطلقي وسارعي لجنان خلد لم ترَ العين قط مثل نعيمها جنانا، هيأت لمن سار على نهج صراط مستقيم وجعل دنياه في كفيه، وليس في قلبه.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights