2024
Adsense
مقالات صحفية

اللغة العربية أصالة تتجدد

خولة كامل الكردي

هي من أجمل اللغات وأكثرها ثراءً وتنوعا في اللفظ والمعنى، فاللغة العربية كانت ومازالت لغة حية متجددة تحكي حضارة ونهضة يشار إليها بالبنان، فكثيرة هي اللغات التي اندثرت، ولم تستطع أن تحافظ على ألقها ورونقها؛ فانكفأت على نفسها، وخبت؛ لافتقاد المعين الذي يعينها على البقاء، فالأفراد الذين كانوا يتحدثون تلك اللغة لم يعودوا موجودين؛ إما لكارثة طبيعية، كالوباء، أو لحرب طاحنة أتت عليهم جميعًا، ولم تُبقِ أحدا منهم، أو لأنها لغة ضعيفة لم تتمكن من الصمود في وجه التغيرات التي طرأت على ثقافات المجتمعات على مر العصور، إلا اللغة العربية التي يعدها الملايين في الوطن العربي اللغة الرسمية لهم “اللغة الأم”.

ولقد واجهت اللغة العربية – مثلها مثل باقي اللغات – الكثير من التحديات وأخطرها الحروب التي شنت على البلاد الناطقة بها، والاستعمار الذي حاول بشتى الطرق محو اللغة العربية والاستبدال بها لغته، وآخرها العولمة – بشكل أو بآخر – تجمل اللغات الأخرى على حساب اللغة العربية بوصفها لغات الحضارة والرقي، وكأنها لغات “السلوك المقبول اجتماعيا”، لكن المدافعين عن اللغة العربية وقفوا بقوة – ولا يزالون – أمام أي محاولة للنيل من اللغة العربية، وتهميشها تمهيدًا للقضاء عليها وإحلال لغة مسخ مشوه ركيكة في أساسها.

واللغة العربية لغة غنية في محتواها وألفاظها، وكيف لا؟ وهي لغة القرآن الكريم الذي تكفل الله – سبحانه وتعالى – بحفظه من أن يشوبه أي تغيير أو تبديل، ففي مصطلحاتها ومفرداتها سمات لا تشاركها فيها أي لغة أخرى، ولا يضاهيها في تنوعها وروعة معناها أي لغة سواء القديمة أو الحديثة منها؛ فهي كاللؤلؤة التي يبحث عنها اللغوي والأديب في بحر واسع من الألفاظ والمعاني والعبارات، ومن ألمّ بها تعلق بروعتها، ونقاء محتواها، وصفاء تفاصيلها، ونبذها الشوائب والمفردات الشاذة والدخيلة كالمصفاة التي تفصل بين الحسن والرديء؛ لأنها لغة الثقافة العربية.

لا غرو أن اللغة العربية تتربع على عرش جميع اللغات التي قاومت العثرات والعقبات التي وقفت في وجهها أزمانا وأزمانا… حتى أن هناك لغات أخذت الكثير من مفرادتها وطوعتها لصالحها وأضافتها إلى قاموس المعاني، وهذا إن دل فإنما يدل على متانة اللغة العربية وصمودها، وبالرغم من المخاطر التي تعرضت لها؛ فإنها وقفت شامخة واستمرت.

في فترة ما كان يتعمد تجاهل اللغة العربية، وعدم إدراجها ضمن اللغات المعتمدة في الاحتفالات العالمية والمؤتمرات الدولية؛ استصغارا لقيمتها المعنوية والأدبية، أما الآن فقد أدركت المجتمعات عظم أهمية اللغة العربية ومكانتها بين اللغات، بكونها لغة أصيلة، أو بالأحرى لغة الحضارة الإسلامية التي امتدت من الشرق إلى الغرب في أطول حضارة عرفتها البشرية، كان جوهر علومها وآدابها وفنونها اللغة العربية.

الأجدر بنا أن نفخر بأننا عرب ننطق اللغة العربية، فنحافظ عليها، ونرد لها قيمتها، ونعتمدها بشقيها القرائي والكتابي في كل مجالات حياتنا العلمية والإنسانية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights