قراءة في فن التسويق السياحي (3)
محمد علي البدوي
يُعدّ التسويق السياحي عاملا حاسما في تحقيق التنمية السياحية؛ نظرا لما يقوم به من دور مهم في الترويج السياحي والخدمات السياحية بصفة عامة.
ومن هذا المنطلق، فإن التسويق السياحي من خلال الدعاية والإعلان يشكل أمرا ضروريا في هذا الاتجاه، ويعتمد على الرضا النفسي والمتعة من أجل ابتكار رغبات استهلاك المنتج السياحي ودوافعه، وتوسيع نطاق الأسواق السياحية، وجذب أكبر عدد ممكن من طالبي هذه الخدمات السياحية.
كما أن الدراسات المتعلقة بمدى رواج المنتجات السياحية لا تقل أهمية في هذا الصدد.
وتدرك الدول والمنظمات والمؤسسات والهيئات السياحية أن صناعة السياحة باتت من الصناعات التي تشهد منافسة حادة سواء بين المدن أو الدول التي تسعى إلى جذب المزيد من السياح من خلال التسويق المكثف للمهرجانات، والفعاليات، والمعارض، والأحداث، والأماكن التي تجذب السائح، مثل الشواطئ والمدن الترفيهية.
كما وعت الدول مدى أهمية وجود إستراتيجيات تسويقية فاعلة يتم ترجمة جهودها إلى نتائج عملية يمكن من خلالها تطوير صناعة السياحة.
وللبعد التسويقي في نمو السياحة دور كبير في زيادة الحركة السياحية، بل يكاد يكون المحور المهم الذي أصبح من الأعمدة الأساسية لقيام صناعة السياحة.
وتسعى الدول إلى تعزيز الموارد السياحية وتنميتها، والحصول على مزايا ذات آثار اجتماعية، وثقافية، واقتصادية، وإيجاد فرص عمل، والمحافظة على البيئة، والأصالة الثقافية.
ويتجلى الجانب التسويقي في قطاع السياحة في القدرة على الترويج للاستثمار السياحي، وتسهيل المشاريع، وإبراز الوجهة السياحية بكونها وجهة متميزة وجاذبة للسياحة.
وتنظر معظم الدول إلى السياحة بوصفها صناعة تشتمل على مجمل التنظيمات العامة والخاصة التي تشترك في تطوير المنتجات وإنتاجها وتسويقها، والبرامج والخدمات السياحية؛ استجابة لرغبات السائح، وتحقيق الرفاهية له.
وتشمل المكونات السياحية لهذه الصناعة المهمة:
السائح، المنتج السياحي، الجهات المقدمة والمشغلة والمطورة للمنتج السياحي، والبيئة المحيطة، وهو ما يبين مدى تعقد العمل السياحي، والمهمة الصعبة أمام المسوق السياحي.
وتسعى الإستراتيجيات السياحية إلى إيجاد برامج وأنشطة سياحية متكاملة تعمل على تشجيع الاستثمار السياحي، وتشجيع السياحة الداخلية، وعقد اللقاءات والندوات والمعارض والمؤتمرات، وتقوية الروابط والعلاقات مع الجهات المختصة فيما يتعلق بتنظيم الأنشطة، ودعم الجهود التي تهدف إلى دعم السياحة المستدامة.
ويعتمد عمل قطاع التسويق السياحي على عدة مبادئ تحكم طبيعة العمل بالتسويق السياحي منها:
*التعرف المستمر على السوق المستهدفة، وصفات السائح واحتياجاته.
*إشراك الشركاء والمستفيدين في القرارات، والتواصل معهم بشكل مستمر.
*البحث المستمر عن أحدث التجارب وأفضلها، والممارسات والآليات لعمل قطاع التسويق.
*التطوير المستمر لقدرات مسؤولي قطاع التسويق ومهاراتهم ومعارفهم.
*التقييم المستمر لقطاع التسويق.
ويعمل قطاع التسويق من خلال إستراتيجية مخطط لها، ومن خلال أهداف يسعى إلى تحقيقها، وهي بمثابة دستور عام لكل مسؤولي التسويق حول العالم، مثل:
معرفة السوق :
التعرف على السوق المستهدفة يعد أول خطوات التسويق السياحي، ويتم ذلك من خلال دراسة مستمرة للأسواق السياحية، ثم تقييم للأدوات السياحية المتاحة، وتحديد الطلب على المنتجات والوجهات السياحية، وتحديد الأنماط السياحية، ومعرفة الأسواق المستقبلية، وتحديد التغيرات في الطلب على المنتجات والوجهات السياحية، ومعرفة أفضل الوسائل والرسائل للاسواق المستهدفة.
وأهم ما يبحث عنه المسوق السياحي هو المساندة من الدولة، ومن أصحاب المصلحة في التنمية السياحية، وتنمية الوعي السياحي، وتطوير المنتجات السياحية وتحديثها.
ولابد أن تسعى الدول لإرساء عمليات التكامل والتمكين للشركاء في القطاعين العام والخاص وفق رؤية الخطة التسويقية على أن تقوم بتهيئة المجتمع لقبول صناعة السياحة، وتعميق الوعي بالمقومات السياحية وأهميتها للأفراد، وتحفيز الطلب وتوجيهه نحو المنتجات السياحية بالشكل الذي يساعد على تنمية سياحية مستدامة.
حفظ الله شعوبنا العربية.