قلمي الرصاص
ريحاب أبو زيد
عندما يشغل تفكيري أمرٌ ما، أو أشعر بلحظاتِ ضيقٍ، أو لحظاتِ فرحٍ ؛ أسرع وأبحث عن قلمي الرصاص؛ لأشخبط، وأدون ما بداخلي، فأنا هكذا منذ صغري، وأظل هكذا إلى أن أضع حلولًا، أو أمحي ما يرهقني؛ وهذا لأني أعلم أن القلم بريد القلب، فدائمًا أتذكر تلك مقولة أليكس أوسبورن “Alex Osborn “: (فكّر على الورقِ؛ لأنَّ منْ يفكِّرْ على الورقِ يمسكِ الْقلمَ وينجح أكثرَ منْ غيرِه).
القلم الرصاص بالنسبة لي ليس شيئًا هيّنًا، بل هو ذلك الطوق الذي يخرجني من وسط الموج المرتفع بسلام، فالقلم ينثر حروف الإبداع على السطور، فهو المدون لتلك الإبداعات، ويقوم بتجسيد ما بداخلنا سواء كلمات أو رسومات، فالكلمات التي يخطها تعبر عما يدور في الفكر والنفس؛ لذا يجب أن نتعامل مع القلم على أنه الجسر الذي يربط بين العقل والأوراق؛ لأننا عندما نطلق للقلم العنان ينثر حروفًا دافئةً مبدعةً.
ومن روائع القلم أنه قد يكون غيرَ ثمينٍ، ولكن نستطيع أن نكتب به كلمات طيبة ومعاني سامية تبعث الطمأنينة في النفوس، وفي بعض الأحيان قد يمتلك بعض البشر قلمًا ثمينًا باهظ الثمن؛ ولكن نجده لا يدوّن غير قبح الكلام وأفكار مدمرة .
وهنا أتذكر أبيات الشاعر إيليا أبي ماضي في قصيدته «أيها القلم»
ماذا جَنَيْـتَ عليـــهِم أيَّهـا القَلَمُ
واللهِ ما فيكَ إِلَّا النُّصحُ والحِكَمُ
إِنِّي لَيُحْزِنُني أنْ يسْجُنوكَ وَهُمْ
لولاكَ في الأرضِ لم تثبُتْ لَهُمْ قَدَمُ
ولأن القلم مهمٌ في حياتنا، فقد ميّز بعضنا القلم وأطلقوا اسمه على العديد من النشاطات التي توضح الإبداع، مثال ذلك: ( دار القلم للنشر، جائزة القلم، …) ،كما أننا نستخدم عبارة: بقلم فلان أو فلانة؛ للتعبير عن كلمات المبدعين سواء في مقالة، أو رواية، أو قصيدة. وبالرغم من التطور واستخدام التقنية الحديثة في الكتابة فإنّه ما زال للقلم أهمية كبيرة.