مشكلات سياحية
محمد علي البدوي
لابد من الاعتراف بدور السياحة في التنمية الشاملة؛ وذلك من خلال واقع ملموس تُسهم فيه السياحة في توفير ملايين فرص العمل، والمشاركة في العديد من المشروعات الكبرى التي تهدف إلى الارتقاء بالإنسان.
ولكن ورغم كل ما تحققه السياحة من إنجازات فإن هناك انطباعات تدور فى ذهن كل المهتمين بالقطاع تدور في مجملها حول عدم حصول السياحة على الدعم المناسب لما تقوم به.
والدعم هنا مقصود به الدعم المعنوي، وإبراز ما تم تحقيقه من إنجازات يصعب تجاهلها.
ربما كان هناك دومًا شعور بالحاجة إلى ظهير إعلامي يقف خلف المنظومة السياحية، ويكون داعمًا لها، وربما تحتاج السياحة إلى تكاتف كافة الجهات من أجل توصيل صورة حقيقية عن النشاط السياحي بأسلوب بسيط يسمح للعامة بالتعرف على منجزات قطاع السياحة على المستوى العالمي.
ومشكلة القطاع السياحي الحقيقية هي عدم وجود وعي عام بأهميتها، ويعود ذلك إلى سنوات طويلة من إهمال السياحة على المستوى العالمي، وتجاهل كل ما يتعلق بها من منجزات.
وقد تعرّضت السياحة على مدار السنوات الماضية إلى العديد من الضربات الموجعة، ولكنها استطاعت الصمود والعودة من جديد، ولكن الإعلام بصفة عامة ما زال بعيدًا عن السياحة بحسب ما يقرره كل السياحيين.
فن تشكيل الوعي العام يساعد في تشكيل قاعدة واسعة من المتابعين لإنجازات هذا القطاع؛ ولذا وجب أن تدرك الدول أهمية الإعلام في الترويج للسياحة.
والترويج هنا ليس مقصودًا به الترويج للمنتجات والخدمات السياحية، بل يقصد هنا الترويج للسياحة بوصفها صناعة قادرة على إحداث التغيير المطلوب؛ حتى ترتقي حياة الإنسان.
والترويج يقصد به أيضًا توضيح ما تقوم به السياحة من أدوار إيجابية حتى تتغير الصورة السلبية التى ما زالت عالقة بالأذهان.
فى الماضي كنا نبحث عن سبل للتقدم، وعندما لاحت الفرصة بظهور السياحة تراجعنا إلى الخلف، واكتفينا بالمشاهدة دون أن نحاول تركيز الجهود على دعم هذا القطاع الذي يقدر على تغيير حالة الشعوب إلى الأفضل.
وهناك بعض الشعوب تنظر بريبة إلى السياحة، ولا تهتم بجوهرها، وترى أنها صناعة غير مهمة، أو تتعارض في بعض الأحيان مع عادات الشعوب وتقاليدها، وهذا غير حقيقي بالمرة.
إذن يجب أن يكون هناك وعي عام يشكلّه الإعلام، ويعمل على تنميته؛ وبذلك تتضح الصورة الحقيقية للقطاع السياحي.
حفظ الله شعوبنا العربية.