سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
مقالات صحفية

نوفمبر فرحة شعب

عبدالله بن حمدان الفارسي

لنوفمبر المجيد في قلوب العمانيين مكانة خاصة مرموقة لا تضاهيها روعة ولا تنافسها زهواً بقية الشهور الميلادية الأخرى، في نوفمبر نستبشر نحن العمانيين بهطول زخات الفرح والخير، وتنتشي صدورنا ابتهاجاً وغبطة بتحقيق الأحلام التي كانت معلقة في أفئدتنا طوال شهور السنة، بانتظار أبواب نوفمبر لتشرع وتفتح لها، لتغمرنا وتغرقنا بكرم جودها وسخاء عطائها من خلال المراسيم والأوامر والتعليمات السلطانية السامية، التي عادة ما يختص بها نوفمبر دون سواه من شهور السنة، لا سيما تلك التي تلامس الواقع الحياتي للمواطن العماني.
نوفمبر ليس شهراً عادياً، هو بحد ذاته موسم وكرنفال تنشط فيه مختلف الاحتفالات والفعاليات، نوفمبر المجيد شهر ينتظره ويترقب حلوله كلّ مواطن عماني؛ لِما يكتنف ويختزن الكثير من الأماني الجميلة المرتقبة المأمول منها الخيرات والمسرات، نوفمبر يجدد فينا الوفاء اللامحدود لباني نهضة عمان الراحل السلطان قابوس -طيب الله ثراه- ويرسخ بين الحنايا والعقول الانتماء المتجدد والصادق لمكمّل المسيرة الخالدة والنهضة المتجددة لعمان المجد والشموخ والتاريخ السلطان هيثم المعظم حفظه الله ورعاه.
الأيام والليالي النوفمبرية دائماً وأبداً تتلألأ بريقاً وسطوعاً لتسطّر للعالم على جدار الزمن وصفحات التاريخ الناصعة نهضة شعب مخلص، قدّر الله له أن يمُنَّ عليه بقادة تكسوهم الحكمة والحنكة والرجاحة؛ ليكون خلَفهم واثقاً بهم بعد الله، بأنهم الخيرة والكفاءة لقيادته، ليستنبط ويستلهم منهم حبّ الوطن والإخلاص له، والتضحية من أجله بكل غالٍ ونفيس، والتعاضد فيما بينهم، والتلاحم كالبنيان المرصوص لا تثني عزيمتهم مِحن الحياة، ولا شدة رياحها.
من سمات جمال الأيام النوفمبرية وروعتها أنها تشرفت وتكرمت وتعطرت بولادة سيد الرجال -رحمة الله عليه- وبالرغم من غيابه عن مسرح الحياة الفانية إلا أن سيرته الذاتية التي احتوت وتضمنت أسمى معاني الحب والإخلاص لوطنه وشعبه وتفانيه واجتهاده حتى أنهكه المرض وغيّبه اليقين، ما زالت محفورة بخيوط من ذهب، ليس على قلوب العمانيين فقط إنما على قلوب وجِباه وصدور شعوب العالم، حيث زرع فينا كيفية تصدير الحب والوئام والسلام، ونشر بذور التآخي والتسامح مع الشعوب الشقيقة والصديقة، مما جعل من عمان وطناً وحكومةً وشعباً عاملاً فاعلاً مؤثراً في الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية العالمية، يُحْتكم إليها (عمان) حين تستعصي الصعاب على أصحابها.
نعم نوفمبر يتعاقب علينا كمثله من شهور السنة، إلا أن خصوصيته ومكانته ليست كنظرائه في قلوبنا، نوفمبر تفرّد بعطائه من المكرمات ليس في الماديات والعينيات فقط، إنما في المعاني والأخلاق والولاء والثبات على العهد وتجديده للوطن ولأولياء الأمر، في ١٨ من نوفمبر يتسمر العمانيون كما جرت عليه العادة أمام الأجهزة المرئية والسمعية للإصغاء للخطاب السامي، الذي يُعد الأيقونة المُثلى لنا نحن العمانيين، والذي يتفضَّل به علينا سلطاننا المعظم ليشرّف به مسامعنا، ويداعب من خلاله وجداننا لِما يحمل ذلك الخطاب من معالم جلية هي بمثابة الإشراقة التي ترسم خطوط مستقبل وتطلعات وطن وقائد وشعب، ودروساً مستوحاة من أحداث وعِبر مضت؛ لتكون خُلاصتها نهجاً جديداً وفكراً مستنيراً لتكملة مرحلة تنمية، وتعزيز موارد متنوعة من شأنها أن تكون الرافد الذي لا ينضب، وتهيئة إنسان يكون قادراً على مواجهة تحديات الحياة ومواكبة عصرنتها المتسارعة، نوفمبر شهر افتتاح الإنجازات والإبداعات العمانية، وشاهد عصر على ما تم خلال العام المنصرم.
اللهم أدم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وبارك لنا فيما تحقق من نماء ورخاء، دامت عمان العزّ تحت ظلّ مجدد نهضتها السلطان هيثم المعظم حفظه ورعاه.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights