ذكريات نوفمبرية
يعقوب بن حميد بن علي المقبالي
شهر نوفمبر له حكاية خاصة مع كل مواطن عماني، هذا الشهر يتميز بعدّة مناسبات مجيدة أرادها القائد الأعلى للقوات المسلحة رحمه الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد في جنات الفردوس الأعلى من الجنة بجوار سيدنا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام.
تكون ذكرى خالدة في قلوب أبناء هذا الوطن العزيز، ففي بداية شهر نوفمبر وتحديداً الأول منه، يوم خاصّ يحتفل فيه منتسبو الحرس السلطاني العماني ضباطاً وأفراداً ليكون هذا اليوم هو يوم ماجد لهم.
وفي اليوم الثالث من نوفمبر، يوم خاصّ لمنتسبي البحرية السلطانية العمانية، أراد لهم القائد الأعلى جلالة السلطان قابوس طيّب الله ثراه، تحتفل فيه البحرية السلطانية لتشدّ العزم بجميع منتسبيها، فهم أسُود البحر وحُماته، بهم بحار عمان أمانة مستقرة، يجوبون عباب البحار معاهدين الله وقائدهم الأعلى والوطن على أن يتحملون تلك الأمانة الملقاة على عاتقهم.
وفي الثامن عشر من نوفمبر من كل عام، يوم الوطن وشعبه، هنا تترقب عيون المواطن ذاك اليوم منذ أن جاء الركب السامي رحمه الله تعالى عام ١٩٧٠م، وتزينت البلد بحلي الفرحة.
وها نحن الآن نترقب يوم الثامن عشر من نوفمبر، وإن كانت جروحنا كمواطنين لم تُشفَ بفقيد الأمّة ومؤسس عمان الحديثة جلالة السلطان قابوس غفر الله له وأسكنه فسيح جناته.
نعم أملنا الوحيد الذي يطيّب جروحنا سيدي جلالة السلطان هيثم بن طارق المطعم القائد الأعلى – حفظه الله ورعاه_ ليؤسس لنا الفرحة من جديد ونراه يعتلي تلك المنصة التي دامت خمسة عقود ونحن ننظر إليها بفرح وشوق وعين تدمع فرحاً، ونرى رجاله البواسل من جميع أفراد قواته المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى تأخذ دورها المعهود وهي تجوب على أرض ميدان الاحتفال وإخوانهم من تلك الأجهزة الأمنية والعسكرية تراقبهم كذلك على أكتاف الميدان والمواطنون كذلك صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءً، يأخذون مكانهم أمام شاشات التلفاز شوقهم وحبهم لوطنهم وقائدهم وكذلك يتابعون أبناءهم أبناء الوطن وهم مع قائدهم المفدّى يحتفلون باليوم المجيد يوم الثامن عشر من نوفمبر.
هنا كلّ الشعب العماني يعني لهم هذا اليوم يوم الثامن عشر يوم تجديد العهد والولاء لقائدهم الغالي ووطنهم العظيم، عهداً يتجدد عاماً بعد عام، واضعين نصب أعينهم جميعاً بناء ورفعة الوطن منطلقين من الثوابت التي تربّوا عليها منذ بزوغ فجر عمان عام ١٩٧٠م.
فهنيئاً لنا كمواطنين، وهنيئاً لوطننا وسلطاننا المعظم، وهنيئاً لجميع أفراد قوات السلطان المسلحة الباسلة بجميع فروعها، وهنيئاً لجميع أفراد الأجهزة الأمنية والعسكرية.