خميس بن محسن بن سالم البادي
يتوسطها طريق عصري عابر تجوبه المئات من وسائط النقل يومياً بمختلف أنواعها، ورغم ذلك ربما لا يلتفت أي من سائقي تلكم الوسائط إلى هذه المنطقة العمانية التي لا تنال من ركابها إلا ضجيج هدير محركات عديد الآليات والمركبات، وصوت صفير إطاراتها، فهم لا يعدون كونهم عابري سبيل فحسب لهم وجهة محددة متجهين تلقائها سواء في الذهاب أو الإياب، رغم ما يميزها من مقومات نوعية لعل في مقدمتها السياحية والمواقع الأثرية والتراثية التي وارتها للأسف أجهزة الإعلام المختلفة وراء الستار، ولم تظهرها أو تروّج لها للعامة بالقدر الكافي، وما تمثله من استيطان بشري في قراها وبلداتها المتعددة بما لديهم من الأملاك المتنوعة المنقولة منها والثابتة، وما حظيت به من خدمات حديثة واتساع رقعتها الجغرافية مترامية الأطراف من جهاتها الأربع، إنها منطقة وادي الجزي، التي يتبع جزء منها ولاية صحار، بينما تعود تبعية الجزء الآخر لولاية البريمي، التي تبعد عنها ما يقارب من الستين كيلو مترا إذا ما اعتبرنا منتصفها، حيث يوجد مرفقها الصحي ومركز الشرطة قرب منطقة الرابي.
هذه المنطقة القابعة بين سلسلة جبلية صلدة متنوعة هي في حد ذاتها تمثل سياحة لمحبي وهواة الطبيعة ومتسلقي الجبال، وذلك من حيث أشكالها وطبقاتها الجيولوجية المختلفة في تكويناتها وألوانها المتفاوتة، ما بين جدد بيض وحمر وغرابيب سود، وما تزخر به من العيون المائية، منها استشفائي وبعضها استهلاكي، إلى جانب بعض الأفلاج التي ينشط تدفقها غزارة وقت غيث السماء الذي يندر انقطاعه عن هذه المنطقة ولله الحمد، ولهذه الأسباب مجتمعة نرى من المناسب أن يتم رفع مسمى هذه المنطقة إلى مستوى ولاية مستقلة بذاتها، تعود تبعيتها لمحافظة البريمي، لتكون بذلك الرقم الثاني والستين من حيث عدد الولايات العمانية في سلطنة عمان.
كما أن من شأن ذلك أن يخلق فرص عمل جديدة، وتوسع في تبعية عدد الولايات بالمحافظة، وفي ذات الوقت لا شك أن الولاية الجديدة ستحظى بمزيد من الخدمات العامة والمرافق السياحية وغيرها، ما يجعلها مقصدا سياحيا للهواة ومحبي الطبيعة، وجهة خدمية قريبة من السكان، كما أنه من الملائم أن يكون المنفذ المُلغى العمل به مقراً لإدارة الولاية حتى حين، مثل مكتب الوالي ودائرة البلدية، وأفرع المرافق الأخرى وفق الحاجة التي تستدعي ذلك مستقبلاً.
