“أبواب التسرّع والتذمّر”
حمد بن سعيد بن سالم المجرفي
فى وقت تشتدّ فيه الأزمات عليك أيها الحكيم أن تبتعد عن الخرافات، وأن لا تغثَّ فكركَ وتنجرّ وراء التفاهات وتنزجُّ بنفسك فى المتاهات.
ولعلنا نعي ونعلم بأن الأزمات مهما اشتدت غير أن الفرج سياتي، فهناك أصناف تأخذ الأمر بالتسرع، ففطرة فى الإنسان بأنه خلق عجولا، فصبرا جميلا…، ولنعلم بأن هناك من يسهر الليل ليبحث عن مخرج للأزمات، فلنضع أيدينا جميعا بيده، ونحذرُ بأنّ لا ننساق وراء رسالة خطّها الأعمى ليتناقلها الأشخاص السلبيون ويفسرها كيفما تشاء أهوائه.
فالرسائل التي تضجُّ بوسائل التواصل الاجتماعي، فيبرز في محتواها الكلمات الساقطة، وكأننا تجردنا مِن المبادئ والقيم
فعفوا: إذا كانت هذه الرسائل يتقبلها المرسل إليه وينقلها للعامة ويتغنى بها على إنها وطنية، فهنا يحقّ لنا بأن نبرئ الوطنية من هذه الحماقة.
فهناك أشخاص يسطون علينا فى مقاطع (السوشل ميديا)، ويبدون بآراء بها كلمات مسرطنة ضد الرأي العام، والأغلب يحذوا بحذوهم فهل يا ترى هؤلاء الأشخاص هم النبلاء، ولم تلطخ أياديهم بالفشل وهل من بيده القرار لا يعي بهذه الآراء.
فإذا كان الاختلاف فى الرأي لا يفسد في الودّ قضية، ولكن أغلب الآراء لربما تصبح هدّامة إذا طال بها فى الانتقاد رموز سخّروا كلّ طاقتهم مِن أَجِل الوطن والمواطن، ناهيك عّن مِن يزج بالفرقة والشتات ومن يستغل هذه الثغرة من على ظهور الناس، وبأت يترصد للأحداث ويتناقلها سلبا وكأنها أحداث تاريخية يتسابق لنشره بينما الإيجابي يجعله على حاضنة المهملات؛ لكي يثير الفوضى والنعرات، فإياك أخي أن تساهم فى نشر هذه الأحداث وأن حدثت فى الواقع، فهناك من يعي بمطالبهم وهناك من يحتضنهم، فالتشهير بها ونشرها عبر قنوات التواصل ما هو إلا سوء خلق، فتحدث فجوة أو ثغرة يتصيدها أصحاب القلوب المريضة والمتربصين، للنيل منا ومن مقدرات الوطن، ولعلنا نعلم بأننا مسئولون عمّا يحيط بواقعنا وفي محيطنا منه ما هو سلبي أو إيجابي، فالسلبي هناك من يبحث عن المخرج لتجاوزه، والإيجابي جميعنا ننعم بِه.