الإيجابية البناءة
حمدان بن سعيد العلوي
مدرب في الإعلام والعلاقات العامة
نقلاً عن موقع سطور الإلكتروني وإستناداً إلى تعريفه للإيجابية بشكل واضح ودقيق أحببت أن أضعه بين يدي القارئ الكريم.
تعريف الإيجابية:
اقتناع عقلي ودافع نفسي وجهد بدني لا يكتفي بتنفيذ العمل المطلوب، بل يتجاوز إلى المبادرة في طلب العمل أو البحث عنه، ويزيد على مجرد الأداء، بل يضيف إلى العمل المتقن حيوية روحًا تعطي للعمل فعاليته وتأثيره، دون أن يخالطه تبرّم أو استثقال أو جفاف أو جفاء، والإيجابية بالنسبة للقائد هي الطاقة التي تشحذ بها الهمة، وتزيد الطموح، وبالتالي تدفع إلى العمل والبذل، واستثمار الواقع، وانتهاز الفرص وإن تعريف الإيجابية أنها عمل يمنع الكسل، وانتشار لا يقبل الانحسار، وحيوية تُقصي السلبية وتبعدها، وإنها عطاء لا حدود له، ومبادرة لا تكبلها القيود، وارتقاء فوق السدود.
ولتحقيق الأهداف نحتاج إلى فكر واعٍ مستنير مطّلع على الأحداث ، مستعد لمواجهة الصعوبات والتحديات، لا يعترف بسياسة النهاية ما دامت الحياة مستمرة، فالعقل الناضج عاش الأحداث السلبية بكل تفاصيلها تعلّم من مرارة الفشل وأتقن التعامل مع كل الأحداث التي مرت به ، لا يلتفت إلى إساءة ولا ينحني أمام المثبطات، ينطلق نحو تحقيق أهدافه وكلما واجه العراقيل يكون أهلاً للتحديات وتجاوزها، هذه هي الشخصيات الإيجابية.
الشخصيات الإيجابية وإن لم تكن على قناعة بالمعطيات إلا أنها تبدأ في التخطيط لتسهيل العقبات وتدخل في صراع مع هذه التحديات، متفائلة رغم كل الظروف التي قد تواجهها والابتسامة لا تفارقها.
من خلال تقديمي لورش عمل تقييم الأداء الوظيفي لمست طموحاً واضحاً على المشاركين محاولاً بثّ الروح الإيجابية لتحقيق رؤية عمان 2040، التفاؤل لم يكن كبيراً وهذا متوقع في ظل ما نعيشه من واقع وتقلبات الظروف المعيشية، ولكن لو فكّرنا قليلاًفي تاريخ المرحلة المنصرمة وتساءلنا كيف كانت الحياة قبل عصر النهضة أي قبل السبعينات من القرن المنصرم؟ كيف كان يعيش أباؤنا وأجدادنا؟ سنجد أن من عاصروا تلك المرحلة لم يخطر على بال أحد منهم أننا سنصل إلى ما وصلنا إليه اليوم.
هنا لست مدافعاً ولكن أقول نتفاءل خيراً، فنحن لا نعلم ما يخبئه لنا القدر والمستقبل، وهنا أدعو الجميع للعمل وفق الخطط المرسومة راجياً من الله التوفيق وأن تزول العقبات الفاسدة وأن ننظر للمستقبل بعين إيجابية.
نعم، الاستياء موجود وعدم الرضى واقع نعيشه ولنا الحق في أن ننتقد ونطالب ونتحدث وعلى المسؤول التوضيح والتبيان، فالمرحلة القادمة يكفيها غموض والغموض هو من يدخل الشك والاستياء وله دور كبير في بثّ السلبية وظهور فئة كبيرة لا ترى للإيجابية أثراً ولا سبيل لتحقيق الأهداف.
الحياة الكريمة طموح للجميع وإذا ما انتقدنا الوضع الحالي المؤسف الذي يؤثر على حياة الفرد والمجتمع لا يُعدّ ذلك سلبياً إنما نقداً إيجابياً هدفه التحسين والتصحيح.
جميعنا بشر نخطئ التقدير ونخطئ في العمل وإن تلقّينا نقداً فيجب علينا تعليل ذلك وإن اكتشفنا فيما نقوم به من أخطاء علينا الاعتراف بها وتصحيحها لكي لا نفقد المصداقية وتكون الثقة والإيجابية حاضرة بيننا.
يجب أن نؤمن باللّامستحيل ونهيئ كل السُّبل والظروف لتحقيق أهدافنا وطموحاتنا المستقبلية وأن لا نقف مكتوفي الأيدي بل يجب علينا مواصلة الطريق نحو الأمام فلن تتقدم الشعوب إلا بالعمل والمحاولة وإن صعبت علينا الطرق الوعرة والملتوية فإننا بالجد والاجتهاد سنصل ونحقق كل ما نريد.
ولنا شواهد كبيرة في بعض الدول التي أصبحت متقدمة يشار لها بالبنان، ولو تساءلنا كيف وصلت رغم أنها كانت بلا موارد أو مقومات، إنه العقل والفكر الذي ترجم إلى واقع ملموس، إنه الإنسان ثروة الأمم ونبعها الذي لا ينضب.
الفكر والعقل والعزيمة ومحاربة كل من يقف في وسط الطريق قاطعاً السبيل نحو المستقبل.
كلنا أمل وتقاؤل بأن يكون مستقبلنا زاهراً واعداً بإذن الله.
إذن كن إيجابياً ولا بدّ وأن يكون النقد الإيجابي حاضراً الذي يقودنا نحو المستقبل وأملنا بالله كبير وثقتنا بقائدنا كبيرة.