مقال : الطفولة ..كنز بين أيدينا
علياء العامرية
الأطفال هم جمال الحياةِ وروعتها
يُضيفون للبيتِ بهجة, وللحياة حياة أُخرى.
إننا نُحبهم , ونحب ابتسامتهم الجميلة, ومشاكساتهم وفوضاهم.
نُحبهم بكل تفاصيلهم، نُحِبُ تصرفاتهم البريءة والعفوية،
ولكننا بالرغم من كل ذلك نحتاج إلى إعطائهم إهتمام أكثر، واحتواء أكبر لأن قلة الإهتمام غالبًا ما تساعد القنوات التلفزيونية على تولي مسؤولية تربيتهم وتشكيلهم، حتى تُصبِح عقولهم مُلطخة بأفكارٍ مسمومة, فتتحول براءتهم إلى عنف, وتتحول عاداتهم إِلى عاداتٍ غريبة لم نكن نعرفها من قبل.
سَمعتُ مرة صديقتي الصغيرة تقول ألفاظا غريبة, فسألتها من أين اكتسبتِ هذه الألفاظ?
أجابتني: من التلفزيون, وسألتُ الطِفلة نفسها عن هذه البرامج والأفلام التي تُتابعها هل تزورها في أحلامها?
أجابتني: نعم تزورني في أحلامي وخصوصا الأفلام المُرعبة التي أُتابعها قبل النوم.
عزيزي القارئ المُبدع, إِن أطفالنا صفحة بيضاء, ونحن من نرسمها ونُلونها
إِما أن نرسمها ونُبدع في الرسم, وإِما أن نسكب عليها الألوان بدون إهتمام وتركيز فتتشوه اللوحة.
يؤلمني أن أجد طفلاً ابن الـ 5 سنوات يحمل في يده هاتف مليئ ببرامج التواصل الاجتماعي, وألعاب العُنف والحرب,, وما يؤلمني أكثر تأثره بهذه البرامج والمواقع.
إِن هذه المواقع لا تؤثر عليه وحسب, بل تُساعِد في تدمير لغته العربية، وقد ذكرتُ في مقالي لغتنا والتحريف أنني تابعتُ مُسلسلاً كرتونيًا للأطفال وكانت لغتهم العربية في خطر.
يجرون المرفوع, ويرفعون المنصوب, ويُدخلون لهجاتهم العامية في اللغة بحكم أن لغتنا صعبة, واللغات الأُخرى أسهل, وطفلنا الذي سيبني مجد أوطاننا الحبيبة يتلقى هذه السموم بصدر رحب ويُدخلها إلى ثقافته, ويعمل بها.
أنا لا أُنكِر وجود البرامج التعليمية والقنوات المُحافظة على ظهور اللغة العربية بأحسن صورة, ولا أُنكِر وجود القنوات التي تبثُ في الطفل روح الحب والسلام والتسامح, وحب الله وهناك الكثير من ايجابيات هذه القنوات مثل:
“تغرس هذه الأفلام اهتمامات جديدة لها تأثير على سلوك الطفل وتكوين عاداته وقيمه وتكسبه الخبرات والمعارف وخاصة في هذه السن الصغيرة الذي يكون فيه على إستعداد لاستقبال ومعرفة الكثير والكثير. تحتوي الرسوم المتحركة على الحكايات التي يمكن أن تساعد الطفل على تفهم طبيعة العلاقات الاجتماعية وإكسابه المهارات والخبرات مثل النظافة الشخصية وآداب الحديث وآداب المرور والتعاون مع الآخرين”
(موقع تسوبر مان)
الأطفال كنوز ثمينة
إنهم أثمن مِن الذهب والفِضة.
هم جمالُ بيوتنا وروعتها.
ابتسامتهم بريئة
وجمال حديثهم تسيل عذوبته في أذنك كموسيقى حنونة, فتجعلك تبتسم,
بقلمي
#علياء_العامرية