2024
Adsense
مقالات صحفية

المدرسة حياة…الأم مدرسة

د. محمد بن أحمد بن خالد البرواني
‏alnigim@gmail.com
محمد للإستشارات الإدارية والتربوية والتعليمية

في إحدى السنوات عند إدارتي لإحدى المدارس الثانوية أقمنا جائزة للأب المتميز، ووضعنا معايير لهذه الجائزة والتي هدفت إلى تشجيع الآباء بمتابعة أبنائهم، ومن المعايير زيارة الآباء لأبنائهم إلى المدرسة دون دعوة من إدارة المدرسة لإجتماع أو لقاء أو لأي سبب كان، ويكون الإبن طرف فيه؛ فقمنا بعمل إحصائية على مدار ثلاثة أشهر، هي فترة الفصل الدراسي الواحد وزيادة، ومما فاجأنا في تلك الاحصائيات وجود المرأة التي كانت تعمل على متابعة ابنها نتيجة أي ظرف من الظروف يحتم عدم وجود الأب كسفر أو مرض أو طلاق أو وفاة، تلك الإحصاءات قادتنا إلى التعرف على سلوكيات الأبناء ومستوياتهم العلمية، ومما لفت الإنتباه أن المرأة هي العامل الأهم والأكبر في رفع مستوى أبنائها وتعزيز سلوكياتهم وتوجيهها نحو كلّ ما هو إيجابي، بل وليس ذلك فحسب وإنما عملت على متابعة غياب أبنائها ومعرفة ذلك بدقة عالية، فما كانت إلا لتنال السبق في ذلك.

فالأم تعمل بكلّ ما أوتيت من قوةٍ على انتشال ابنها من كلّ وحلْ، فالأمّ القوية المتعلمة المعدّة إعداداً لتعدّ أمة طيبة عريقة وما أكثرهن وما أجلهن.

في دراسة الماجستير طُلب منا مبحثاً عن المرأة في بلداننا، وممّا تعرفت عليه في مقبرة نزوى وجود خمسين عالمة فذّة، كان لهنّ الدوّر العظيم في نشر العلم والوقوف مع الحق وبالحقّ، وما عائشة الريامية عن ذلك ببعيد. المرأة المسلمة على وجه العموم قدّمت تضحيات كبيرة في سبيل نشر الدّعوة، كأسماء بنت أبي بكر وهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، وللمرأة أدوار فذة وقدرة على تحمل الأعباء والقيام بالواجبات في معركة أحد، وقد كانت مشاركتهن في عدة أدوار، منها سقاية العطشى ومداواة الجرحى، بل إن منهن من حملت السلاح في الدفاع عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وكن مثالاً للثبات، ومن تلك النساء نسيبة بنت كعب أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية التي أبلت بلاءً حسناً في الدفاع عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكانت تقاتل قتالاً شديداً حتى جرحت ثلاثة عشر جرحاً ما بين طعنة برمح وضربة بسيف، حتى قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان، بالإضافة إلى دورهن في إعداد الغذاء وصناعة المنسوجات وغيرها من الأدوار.
والنساء العمانيات على وجه الخصوص، اللاتي وقفن مع أزواجهن ووطنهن في التصدي للأعداء، وعملن بكل إرادة في تعليم كتاب الله العزيز، وقدّمن أروع الأمثلة في الصبر والتضحية والفداء في سبيل نشر العلم ورفع راية الوطن، وكان لهن الدوّر العظيم في بناء نهضة عمان في شتى المجالات ومختلف الأمكنة.
فالأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights