طرق التعامل مع زملاء العمل
حمدان بن سعيد العلوي
مدرب في الإعلام والعلاقات العامة
زملاء العمل هم من يعملون في مؤسسة واحدة يتعاونون، يجمعهم التعاون بين بعضهم البعض بشكل منظم ومنسق في إطار العلاقة لتحقيق أهداف المؤسسة وإنجاز مهامها على أكمل وجه.
وزميل العمل ليس خيارا لك بل هو فرض عليك، وهنا يجب أن نفرق بين زميل العمل والصديق الذي تم اختياره، وهناك في بعض الأحيان نجد تنافسا شرسا بين زملاء العمل، وتنعدم الثقة أحيانا، وكثيرا ما نرى ونسمع أن الحذر واجب بين الزملاء، وهناك حالات تدرس في علم النفس وطرق التعامل مع زملاء العمل، فالاختلاف كبير والأهم أن لا يصل إلى خلاف، لكي لا يتم شخصنة التعامل بين الزملاء.
هناك أمثلة عديدة فمنهم الزميل الناصح الذي يقدم النصح والإرشاد ويتقبل النقد، مستمع هو الآخر للنصح، وهذه الحالة قد تكون نادرة، ومنهم من نسميه بالزميل المخرب، حيث نواجه في مجتمعنا أن بعض الزملاء في مجال العمل يحاول وباستمرار أن يبحث عن إيجاد مشاكل تؤثر على مستوى أدائك الوظيفي، أو علاقاتك بمسئوليك؛ فالدافع إلى هذا ربما يكون الغيرة أو أنه إنسان مخرب ليس له هدف، وهذا يعتبر زميل أيضاً، ومنهم من ينقل الأخبار ويبث الإشاعة.
كذلك أيضا الزميل الصديق وهذا زميل ينتقل من علاقة زمالة في مجال العمل إلى صداقة، بعد ثبات الصدق في العلاقة، والبعض تربطه علاقة الصداقة قبل العمل. فالإرتباط بالزميل بشكل يومي في مكان العمل لا يعني ارتباطك بصديق تكون وسـيلة الاتصال به عبر الهاتف.
من أنجح الطرق في التعامل مع زملاء العمل التحدث باحترام مع وجود الحزم وتجاهل التصرفات المسيئة، إضافة إلى تجنب المواجهة والمشاحنة، ولكن بعض زملاء العمل تجد صعوبة حقيقية من خلال ارتباطك المباشر به لإنجاز المعاملات، فتجد العديد من الصعوبات أحيانا والمثبطات بسبب تصيده للأخطاء والتعمد في تأخير وعرقلة هذا الإنجاز، وهنا يفضل التعامل بحزم والتوجه للإدارة العليا للفصل في مثل هذه الأمور، ولا ننسى أن ندون تلك الملاحظات والتوثيق بالأدلة.
الكثير يعاني من مثل هذه النماذج، وذلك يؤثر سلبا على الإنتاج، ولا بد من وجود سبب لتلك التصرفات، وعلينا مراجعة تاريخ معاملاتنا مع مثل هذه الشخصيات لمعرفة الأسباب، فقد تكون بسبب الغيرة المفرطة، وقد تكون حياة هذا الشخص أثرت على سلوكه، وكذلك أيضا يعاني البعض من عقدة النقص، وكلما عرفنا الأسباب تمكنا من حل المشكلات وتقريب وجهات النظر، أحيانا يكون سببها ظاهرة “القيل والقال”، وعلينا الابتعاد عن مثل هذه السلوكيات المدمرة التي تتسبب في اتساع الفجوة، وفي بعض الأحيان تتطلب المواجهة لقطع الشك باليقين.
من أكثر السلبيات التي يكرهها الجميع هي التكبر والغرور، بعض زملاء العمل يرى في نفسه أنه الأفضل عن الآخرين، وهذه الشخصيات يصعب التعامل معها، حيث يحب دائما المديح والثناء، فإن وجد ذلك أعطى، وإن لم يجد منع وأصبح حجر عثرة لا يمكن أن يساهم في إنجاز العمل، بل سيساهم في تعطيله وعرقلته، وعلينا دائما التوكل على الله، وعدم إعطاء الثقة المفرطة لمثل هذه الشخصيات.
على الشخص أن يكون مستقلا بآرائه وأفكاره الخاصة به، وعدم الخوف من طرحها والتعبير عنها حتى وإن كانت مخالفةً لآراء غيره من الموظفين، سواءٌ أكانت هذه الآراء حول خدمةٍ جديدةٍ، أم فكرة تساعد على تطوير العمل وتحسينه.
الموظف الناجح هو من يكون واثقا من نفسه غير متردد، يتحدث بصوت مسموع، وبلغة واضحة مفهومة، وأن لا يترك مجالا لأحد أن يشكك في قدراته، حاضرا ذهنيا متفائلا، لا يخاف ولا يتردد من قول الصدق وإظهار الحق، متحليا بالصبر، وإن صعبت مهامه لا يلتفت للعراقيل والمثبطات والعقبات التي تحول بينه وبين النجاح.
وأخيرا أنصح بوضع الحدود للآخرين، بصورةٍ تضمن التعامل معهم بسلام، وعدم فتح المجال لتجاوزهم في التصرفات، وعلينا تحديد الأولويات التي نسعى إليها في حياتنا العملية، وعدم تحمل العبءٍ الإضافي في العمل الذي يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والتعب، ويصل بذلك إلى التذمر ومرحلة الاحتراق الوظيفي.
هناك أمثلة كثير ونماذج عديدة لا يسعني ذكرها في هذا المقال، متمنيا التوفيق والنجاح للجميع.