مقال : غلا المهور
بدرية السيابية
كما يعلم الجميع انتشارت ظاهرة «غلا المهور » ويعلم الجميع أن الزواج هو نصف الدين وسنة الحياة ، وكل شاب قد بلغ سن الزواج سوف يفكر مليون مرة على فكرة «الزواج » أو أنه يتراجع حتى يجمع لحياة جديدة يعيشها مع من إختارها الله له محصولاً من سنوات عمله.
هل أصبح الزواج سلعة باهظة الثمن ؟ برأيي نعم أصبح هكذا سلعة باهظة الثمن وهو «المهر» أصبح الشاب يحسب ألف حساب لارتباطه بشريكة حياته وتساوره الأفكار في كيفية التوافق في أموره من مهرٍ وخطوبة ترافقها أشياء أخرى كهديةِ العروس، ويجب ان تكون الهدية لائقة في نظر أهلها وصديقاتها تجنباً للانتقاد على ما يقدمهُ هذا الشاب بدون التفكير أو حتى مراعاة كل ذلك أصبح على كاهل هذا الشاب المقتدر مادياً والغير مقتدر، قوانين يجب تنفيذها من مأكل ومشرب ومنزل وسيارة إذا أراد الزواج وكل ما تتطلبه الحياة الزوجية بكل وسائل الراحة ينفذها !
كيف كنا وكيف أصبحنا الآن !
لن أقول من الزمن بل من أنفسنا ، نحن من وضعنا هذا القانون « غلا المهور » وهل غلاء المعيشة يكون سبباً مقنعاً لغلاء المهور ؟ وتوابعه فأصبحت الآن لاتقام الأعراس كما في السابق في المنازل والجيران والأهالي تتعاون وتتكافل مع أهل العروسين من تقديم المساعدة وتبادل الهدايا .
في الماضي كان العرس له عادات وتقاليد كالفنون الشعبية والرزحة وتلك الاهازيج المعلنة عن فرح أحد أبناءِ المنطقة ، فقليل نسمع الآن عن هذه الفنون الشعبية في الأعراس ، حيث بدأت تتلاشي شيئاً فشيئاً ، من ناحية اخرى انتشر ما يسمى «قاعات الأعراس» فأصبحت القاعات ترمى اليها الآلاف الريالات ولمدة 3ساعات فقط !
كلها مصاريف ! وخسائر ! لماذا لا تكون هناك القناعة والرضاء بما يكتبه الله لنا ؟ فهذا الشاب ستتراكم عليه الديون سواءً للبنوك أو أي جهة تقدم القروض لاستكمال مصاريف زواجه ، لا أعلم هل سيفرح لهذا اليوم أو سيكون مديوناً طول العمر ؟
فلا بد أن يكون الوعي بعدم الإسراف والتبذير في أمور كثيرة من حياتنا فنحن محاسبون عنها يوم الدين ، ولاتجعل نظرتك للحياة التفاخر لشيء أنت غني عنه من أقامة الولائم والعزائم حتى تكون حديث اليوم وغداً ، فالإسراف في كل شي لايقبلها رب العالمين ولا ديننا الحنيف وحتى لا تزول النعمة في يوم من الأيام ، فلنحمد الله ، ويستحب أن تكون المهور في المعقول وفي نفس الوقت نقضي على ظاهرة «العنوسة»حتى لا تنتشر في مجتمعنا بكثرة ، فكما أن هناك فتيات قد مر بهن العمر بدون زواج وتكون الأسباب مادية وعدم الاقتناع بما يقسمه الله لهم ويكون هناك التراجع عن كل شي أو هدفاً تم تخطيطهُ ولكنه فشل والسبب يكون بسيطاً ، ومن الممكن القضاءُ عليه بالقناعةِ والرضا كما أسلفتُ بذكرهِ سابقاً ، كما يقول رسولنا الكريم : «أقلهن مهراً أكثرهن بركة » ولا تكون هناك المبالغة في المهر «إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ».