2024
Adsense
مقالات صحفية

شاهين والوقفات البطولية

د. سعيد بن راشد الراشدي

قال الله تعالى في كتابه العزيز: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ” صدق الله العظيم الآية (2) من سورة المائدة.

نعم هذا ما يحثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف يتمثل في مختلف القيم النبيلة، هذه القيم ومنها قيمة التعاون بين افراد المجتمع الواحد، وهذا ما لمسناه في اللحمة الوطنية الكبيرة التي سطر العمانيون فيها أروع، وأنبل الأمثلة الحية في التآزر والتكاتف بين مختلف شرائح المجتمع العماني الأصيل الذي تربى أبناءه، وترعرعوا على هذه القيم النبيلة.

شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن تعصف بسلطتنا العزيزة قبل أيام قلائل أنواء مناخية صعبة من خلال الحالة المدارية التي مرت بوطننا العزيز والمسماة ب “شاهين”، وما سببته تلك الأنواء من خسائر واضحة للأعيان في بعض من ولايات السلطنة، خسائر لا نتمنى حدوثها ولكننا في نفس الوقت مؤمنون بقضاء الله وقدره.

وهنا تتجلى تلك اللُحمة الوطنية العمانية في هذا الشعب الكريم والأصيل، تتجلى في تلك التضحيات وتلك الأمثلة الرائعة التي سطرها أبناء عمان المخلصين بمختلف شرائح المجتمع، وبمختلف الهيئات الرسمية والأهلية للتعامل مع هذه الأنواء المناخية وما خلفته من تداعيات كبيرة على الوطن والمواطن ومن يقيم على هذه الأرض الطيبة، والتي لا ينبت في تربتها إلا النبات الطيب، ولا تقبل أن ينبتُ فيها إلا الطيب والجميل.

ولقد تجلت القيم النبيلة والقيم الإنسانية الرائعة في مدى التعاون اللامحدود من قبل الجميع في وطن العزة والشموخ، وطن الابطال، فقد سطر العمانيون تلك القيم في التكاتف والتآزر بين مختلف قطاعات الدولة المختلفة، وضرب الرجال البواسل من قواتنا المسلحة بكافة أفرعها وتشكيلاتها أروع الأمثلة الحية في التضحية والفداء لهذا الوطن العزيز المعطاء في انتشارهم السريع والمدروس والمخطط له في أي بقعة من بقاع الوطن، والتي تحتاج لمثل تلك التضحيات للوقوف على تداعيات هذه الأنواء المناخية وتقديم مختلف الحلول السريعة لإرجاع الحالة كما كانت قبل هذه الأنواء.

هذه التضحيات والوقفات البطولية الرائعة من قواتنا المسلحة بمختلف افرعها، والتي تعودنا منهم دائماً لمثل هذه الوقفات البطولية الرائعة، إنما تُجسد كل معاني التعاون والتضحية فلهم منا جزيل الشكر والتقدير على هذا العطاء اللامحدود من أجل الوطن العزيز وأهله.

لم تقف تلك التضحيات والبطولات عند هؤلاء الابطال فقط، فلقد ضرب رجال شرطة عمان السلطانية بمختلف أفرعها وتشكيلاتها، والهيئة العامة للدفاع المدني أروع الأمثلة البطولية في ذلك التعاون، وتلك التضحية بأرواحهم في أي وقتٍ وفي أي بقعةٍ من بِقاع وطننا العزيز؛ للتعامل مع تداعيات هذه الأنواء المناخية “الحالة المدارية شاهين”، والتعامل بكل شجاعة وتضحية في مثل هذه الظروف.

وكيف لا! وهم تخرجوا من الأكاديمية القابوسية – طيب الله ثراه– وما زالوا يعطون أنبل وأجمل الدروس العملية والإنسانية في أكاديميتهم الهيثمية لهذا الوطن العزيز المعطاء، وحرصاً منهم على المحافظة على مقدراته وسلامة مواطنيه، والمقيمين على ترابه الطاهر.

كذلك تتجلى الُلحمة الوطنية في مختلف أفراد الشعب العماني الأصيل في ضرب أروع الأمثلة في التعاون والعطاء، وبذل الغالي والنفيس من أجل الوطن وأهله الكرام من خلال مد يد العون والمساعدة في تقديم ما يحتاجه المتضررون من جراء هذه الأنواء المناخية.

وكيف لا وقد قال فيهم نبي هذه الأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: ” لو أن أهل عمانَ أتيت، ما سبوك ولا ضربوك”. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعن النعمان بن بشير- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

واخيراً وليس بآخر عزيزنا القارئ،لا يسعني في هذا المقال ألا أن أسجل الشكر والتقدير لمختلف قطاعاتنا العسكرية على ما بذلوه من جهود جبارة وتضحيات كبيرة في ظل هذه الأنواء المناخية، ولكل من يُسهم ويُساهم في بناء الوطن العزيز، والمحافظة على مقدراته.

حفظ الله عماننا العزيز وأهلها الكرام من كل شر، في ظل من يقود الركب ويُكمل المسير مولاي صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه وسدد على الخير خُطاه إنه مُجيب الدعاء.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights