خليفة بن سليمان المياحي
دمعت عيني (فرحاً)، وظهرت على وجهي تهاليل الفرح غبطة وسروراً؛ لما رأيته من منافسة شريفة وصادقة وغير مسبوقة لأبناء عمان الغالية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن شرقها إلى غربها لدعم وإغاثة أهالينا وإخواننا المتضررين من إعصار شاهين في محافظتي شمال وجنوب الباطنة خاصة لولايات المصنعة السويق والخابورة وصحم.
إن المشاهد البطولية في ميادين العمل من قبل جميع الجهات الحكومية وبلا استثناء، ومن قبل شباب وأبناء الولايات بالسلطنة وهم الذين يعملون ليل نهار، ويسابقون الزمن سريعا لإعادة الحياة الطبيعية إلى جميع المتضررين، إنه لأمر ينبىء عن حياة سعيدة يعيشها وطننا الغالي.
لقد جاء ( إعصار شاهين) بكل قوته وأحدث دمارا هائلا؛ ففقدت بسببه أرواح طاهرة، وتهدمت منازل عامرة، وغرقت سيارات بشتى أنواعها، وتقطعت السبل عن الكثير من الأسر، وجعلهم (شاهين) يبيتون بدون مأوى ولا فراش، بل وبلا مأكل ومشرب، كل ذلك حدث لكنّ أبناء عمان لم يستسلموا فكانت لهم بطولات ومواقف مشرفة يستلهمون ذلك بقوة إيمانهم بالله سبحانه وتعالى بأنه معهم، وملبين نداء واجب الوطن، وواضعين نصب أعينهم أن التكافل بين أفراد المجتمع الواحد إنسانيا واجتماعيا أمراً مفروضا عليهم؛ لهذا وقف أبناء الوطن وقفة رجل واحد لمساندة وإعانة إخواننا المتضررين، وها هم جادون وبكل ما لديهم من القوة والعتاد يعملون لإعادة الأمور إلى سابق عهدها (شيئًا فشيئاً)، وها هو مولاي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- يشرف بنفسه على تفاصيل ومجريات الأحداث هناك، همّه أن ينعم المواطن، وأن يجبر بخاطر المنكوبين ويسد حاجتهم ليعيد الفرحة والسرور إلى كل الأسر المتضررة، وها هم المسؤولون بالدولة يقفون بأنفسهم على واقع الحال، ومنذ أن أمر مولاي -يحفظه الله- بتشكيل اللجنة الوزارية وهم في انعقاد دائم لمعرفة كيف تسير الأمور، وما توجيهات جلالته بإسناد العمل إلى شركة جلفار بهذه السرعة للعمل على إعادة وتأهيل ما تأثر بالإعصار إلا واحدة من اللفتات السامية الكريمة، التي تؤكد عزم جلالته وحرصه أن يقف دائماً مع أبناء شعبه في الشدة والرخاء.
وها هي الباطنة اليوم تحتضن أبناء الوطن في ملحمة وطنية سيسجلها التاريخ؛ لتظل رمزا للتضحية، وعنواناً للألفة والمحبة التي تسود أبناء الوطن الواحد.
