التحكم في الوقت هو سرّ التحكم في الحياة
صالح بن محمد خير الكعود
باحث وطالب دكتوراه في تنمية الموارد البشرية
الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا
لقد أضحى العصر الذي نعيش فيه أكثر تعقيداً وأكثر تطلباً للوقت لتلبية الاحتياجات وأداء المهام، مع بقاء الوقت المتاح ثابت لا يتغير، فلدينا 24 ساعة في اليوم نقضي منها 7 إلى 8 ساعات في النوم، ويبقى 16 ساعة تقريباً متاحة، ويتوجب علينا إنجاز كل أهدافنا وطموحاتنا وتطلعاتنا فيها. لم تعد الحياة بسيطة كالقرون الخالية، فكان لا بدّ من إعادة التفكير بإدارة الساعات المتبقية في اليوم والليلة لتكون كافية وتستوعب كل خططنا وفي كل المجالات، في المجال العائلي، العملي، العلمي، الشخصي والصحي، لنعيش حياةً متّزنة ومنسجمة في كل الجوانب، مما يُحتّم علينا أن نكون حريصين على إنفاق هذا الوقت بوعي ومعرفة كاملة بأهمية الوقت، فليس الوقت من ذهب كما يقول المثل، بل الوقت هو الحياة، فكل يوم يمضي من حياتنا هو يوم قد ولّى إلى غير عودة. ورَد عن الحسن البصري قوله:
” يا ابن آدم إنما أنت أيام، إذا ذهب يومك ذهب بعضك”.
ولا ريب إذا تمكنتَ من إدارة يومك بشكل فعّال فهذا يؤدي بلا شك إلى التحكّم بحياتك، لأن حياتك هي عبارة عن أيام متكررة، نقدم إليك خمس نصائح ذهبية لتكون أكثر تحكّماً في وقتك، وبالتالي في حياتك:
1. جزّء هدفك الكبير إلى أجزاء صغيرة يومية، وذلك بوضع قائمة بأهدافك السنوية، ثم قسّمها على الأشهر ثم على الأيام، وذلك لتعرف كل يوم ما عليك فعله بكل وضوح، على سبيل المثال إذا كان هدفك حفظ القرآن الكريم المكوّن من 30 جزءً، وقررت أن تحفظ جزءاً كل شهر، وكل جزء مكّون من 20 صفحة، هذا يعني أنّه عليك في كل يوم أن تحفظ صفحة، وعشرة أيام للمراجعة، وهكذا مع باقي الأهداف.
2. حدد قائمةً بالأهداف اليومية، ورتب أولوية أهدافك في كل يوم، ابدأ بالأهم ثم الأقل أهمية، وكما قال الكاتب الأمريكي الساخر مارك توين: ابتلع الضفدع في الصباح (براين تريسي، ابتلاع الضفدع، 2003)، بمعنى ابدأ بالمهمة الأكبر والأصعب في أول مهامك اليومية عندما تكون طاقتك في أوجها.
3. فوّض الأعمال الروتينية التي تتكرر كل يوم إلى من هم دونك بالمسؤولية أو الوظيفة لتتفرغ للعمل والمهمة الأهم ( كارين ليلاند وكيث بيلي، إدارة الوقت في لحظة، 2016).
4. قسّم اليوم إلى يومين، يبدأ النهار الأول مثلاً من 7 – 8 صباحاً وينتهي3- 4 مساء، ثم خذ استراحة من ساعة إلى ساعتين للطعام ولقيلولة قصيرة، ثم ابدأ النهار الثاني من بعد العصر إلى 8-9 مساءً، حيث أنّ هذه الإستراحة تعينك على استعادة طاقتك ونشاطك لتبدأ من جديد.
5. وزّع الوقت ليشمل كل مجالات حياتك، الروحي، العملي، العلمي، الإجتماعي، الشخصي، والصحي، لتتمع بالانسجام والاتّزان الكامل، فلا تحقق أهدافك في جانب وتنسى جوانب أخرى، فلذلك آثار خطيرة على المدى الطويل.