2024
Adsense
مقالات صحفية

إعادة الهيكلة لشركة متعثرة ( 5 )

يوسف عوض العازمي
alzmi1969@

” ‏أنت من تختار أن تكون قوياً أو ضعيفاً في الحياة .. أنت صاحب القرار “

(  آل باتشينو  )

مما تمت ملاحظته أثناء التحقق ( أيضا ليس التحقيق ) أن الشركة كانت تسير أعمالها بشكل حسن و متوازن، وحققت إنجازات معتبرة، ولوحظ إن الإرباكات لها تاريخ سابق، وإن الأزمة المالية العالمية والاستثمار في المشتقات المالية ليسا هما المعضلة الحقيقية التي أوقعت الشركة في شرك التقهقر، إذ تبين من خلال تتبع تاريخ الإدارة بالشركة إن تعيينات في الإدارة العليا حدثت بين زمنين متقاربين هما المؤثر الرئيسي لما آلت إليه الأمور المؤسفة، و أن الأزمة العالمية المالية ليست عذرا مقبولا، بل عذر من ليس له عذر! ( في مقال سابق أوضحت عن التعيينات التي قام بها الرئيس التتفيذي ).

الدرس المستفاد إن القيادي أيًا كانت كفاءته و تميزة يجب أن يكون عليه مرجع له صلاحية الإشراف والمراقبة والمحاسبة، أما ترك الأمور على عواهنها فهو أسوء شئ يقع به ملاك أي شركة، وأتذكر هنا مقولة: “السلطة المطلقة مفسدة مطلفة”، وهنا لا أحدّثك عن ثقة أم عدم ثقة، لكني أتحدّث عن قاعدة يفترض أن يتأسس عليها أي عمل، الإنسان ليس معصوما مهما بلغت أمانته، والمنطق يفترض أن النزيه ستسره المحاسبة؛ لأنها ستنصفه و تنصف عمله .. و العكس صحيح ..

أثناء الانشغال في موضوع إدارة الاستثمار، تم طرح رأي وهو إسناد إدارة: ” إدارة الإستثمار ” إلى إحدى شركات إدارة الأصول الإستثمارية المرموقة، حيث تحاول الشركة الوصول لأفضل عقد إدارة يراعي مصلحة الشركة وعدم الإخلال بالأسس الموضوعية المطلوبة، ورغم وجاهة الرأي إلا أن المستشار القائد فضل التريث؛ حتى يعقد مشاورات بهذا الخصوص، لأن قرار كهذا على طريقة تسليم الجمل بما حمل ليس سهلا” ..

هناك سبب رئيسي وجيه لعدم الأخذ ب الاقتراح، وهو أنه تمت عملية غربلة في إدارة الاستثمار، وتبين للمستشار الإمكانات الحقيقية المميزة التي تجلّت في عدد من الكوادر الأكفاء التي اعطيت الثقة بعد اجتماع ماراثوني صريح تم به وضع النقاط فوق الحروف، وفي هذا الاجتماع بالذات، تبينت خفايا حتى ملاك الشركة لم يكن يعلموا عنها شيئا، ولاشكّ كان اجتماعا مفيدا جدا (لاحظ أني كتبت جدا)؛ للتأكيد على عظم الفائدة من الاجتماع )، وبعد مشاورات قرر المستشار القائد إعطاء الخبز لخبازه، حيث أصدر قرارا ينظم إدارة الاستثمار وأعطاها الضوء الأخضر للبدء في ممارسة الصلاحيات المنوطة على قاعدة من الثقة المستقبلية والأمل المعقود على كوادر الشركة ..

وعلى ذكر  “ليال العيد بانت من عصاريها” بدأت النتائج الايجابية المشجعة خلال أيام من قرار تنظيم الإدارة، حيث أتت موافقات البنوك ( ثلاثة بنوك ) على الخطط المعروضة وبلا تحفظ ( أحد البنوك و كبادرة دعم قرر تأجيل القسط الجديد المتفق عليه إلى بعد ثلاثة أشهر )، كذلك صادف الوضع ارتفاع في مؤشرات الأسواق المالية، مما كان له أثر إيجابي على النتائج الأولية (في أحد الاسواق قفزت قيمة المحفظة إلى + 28 % ) ..

كانت سعادة المستشار القائد وفريقة وملاك الشركة غامرة بنجاح خطة إنقاذ إدارة الإستثمار، حيث نجحت الخطط الأولية في تحقيق نتائج رائعة، خاصّة مع ارتفاع قيم المحافظ في الأسواق وتعاظم الفائدة وايجابية الفريق العامل .. وقرر بعد ذلك الإلتفات لإدارة العقارات، وهي إدارة بها من التشعبّات ما بها، لكنها على أية حال أسهل من حلول إدارة الاستثمار …

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights