العراق إلى أين ؟!
شهاب أحمد عبد
دائماً عند قدوم موسم الانتخابات في العراق يردد السياسيون العراقيون كلمات تخدير بشأن انفلات الوضع الأمني، و قيام التحديات الاقتصادية التي قد تضرب البلد، ولا ينسون أن تلك أحداث حدثت بسبب غياب الرؤية السياسية عندهم التي تهدف نحو تحقيق الإصلاح و محاربة الفساد و سوء الإدارة.
ولكن يا عزيزي القارئ عندما يبدأ موسم الحملات الانتخابية في العراق من قبل المرشحين يبدأ معهم موسم الوعود الكاذبة، و خصوصًا في ملف التعيينات، و ملف الخدمات التي هي في أساسها مطلب و استحقاق بسيط في باقي دول العالم الأخرى.
ولكن في العراق أمر مختلف، حيث بلغ تكلّفت الانتخابات العراقية مبلغ 296 دينار عراقي، أي بحدود 200 مليون دولار في دورة الانتخابات السابقة، و ذلك المبلغ منفق على المرشحين و حملاتهم الدعائية بمقدور تحسين وضع البلد من الناحية الاقتصادية لو كانت في مقابل رؤية حكومية صحيحة.
و الأصعب من ذلك محنة المواطن العراقي الذي يرى أمامة هذه الثروات تسلب و تنهب من قبل حكام تسلطو عليه بعنوان شرعية الانتخابات، وآخرين يريدون أن يتسلطوا عليه بعنوان شرعية الجهاد و المقاومة، والذي بسببهم ضاعت ثروات العراق و شاع في هذا البلد الفساد و الفوضى بفضل حكم زعامات سياسية كانت تدعي بأنها مجاهدة في حب العراق.
ولكن في مقابل ذلك يواصل الفساد نخر البلد رغم ادعائهم قيام إجراءات حكومية من شأنها أن تحد من الفساد و تكشف الفاسدين، و في المقابل كشفت تقارير منظمة الشفافية الدولية أن العراق هو من أكثر الدول فسادًا، و أيضاً كشفت إحصائيات رسمية قامت بها لجنة برلمانية حديثة عن وجود أكثر من 6 آلاف مشروع وهمي منذ عام 2003 وإلى هذه اللحظة، حيث كلفت الميزانية 178مليار دولار.
و في خصم هذه الأرقام الكبيرة أصبح المواطن يتخوف من المجهول الذي ينتظره رغم كل محاولات إيصال صوته و مظلوميته من نظام تسلط عليه مجموعة من الإفطاعييت والسياسيين، و الذي صب كل همهم على خدمة مصالحهم ومصالح أتباعهم، و كل هذا الذي حصل لا تجد مسؤول واحد يعترف عن كل تلك التراكمات و الخراب و القتل الذي حدث في هذا البلد بسبب طريقة حكمهم.
و يدرك هنا المواطن أن مصير بلده مجهول وسيواجه لوحده، فأغلب السياسيين ضمنوا على مستقبلهم و مستقبل أولادهم و أحفادهم في البلاد الأجنبية.
و بعد كل هذا الظلم الذي يتعرض إليه المواطن العراقي الفقير من قبل أحزاب الحاكم ومن قبل كل عملية سياسية جديدة و قيام انتخابات في البلد يأتي المرشحون بأسماء جديدة، و شعارات مختلفة عن سابقتها تدعوا إلى وحدة ألشعب، و أيضاً إلى إصلاح النظام الديموقراطي، و لكن في حقيقة أمرهم يريدون فقط خدمة أنفسهم فقط لا غير.
لذلك سوف نقص عليكم مثال بسيط عن فساد الحكومات؛ حيث قامت وزارة عراقية بشراء كميات كبيرة من الثلج حسب ادعائهم من أجل خدمة المواطن، حيث كلّف الثلج الحكومة مبلغ ٤ مليون دولار، ولكن هنا هدفهم ليس خدمة الموطن بقدر ما هو إلى باب من أبواب فساد المسوؤلين.