الشيخ محمد بن ناصر بن سليمان اللمكي
ليلى بنت سعيد اللمكية
اسمه: محمد بن ناصر بن سليمان بن ناصر بن سليمان بن راشد بن عمر بن سعيد بن ذيب اللمكي
حياته الشخصية:
وُلِدَ في زنجبار بشرق أفريقيا في 4 فبراير 1902م 25 شوال1319هـ, والدته هي السيدة فاطمة بنت الشيخ حميد بن محمد المرجبي (فاتح الكونغو), سافر إلى مصر عام 1913م/ ١٣٣١هـ ، وأكمل تعليمه الثانوي هناك، ولم يكمل تخصصه في علم الإقتصاد، لأنه في عام 1921م/1339هـ عاد إلى زنجبار بسبب مرض والده ناصر، وسكن منطقة شانجان، وكان ذلك بعد الحرب العالمية الأولى، أما في أواخر ديسمبر 1924م بعد الحرب العالمية الأولى سكن منطقة سوكومهوجو.
وتزوج في المرة الأولى عام 1923م من السيدة آسيا بنت سعيد بن عبد الله الخروصي وأنجب منها 17 ولداً (9 من الذكور و8 من الإناث) والذكور منهم المشايخ: بركات(1) وأحمد(2) وسَعيد وعبدالله(3) وعليّ وزُهير، ومنهم الأطباء: ناصر(4)، وحارث(5)، ولمك(6)، والإناث هُنَّ: تماضر وبثينة وشريفة(7) وسعاد(8) وزكية وثرية وجانيت.
أما زواجه الثاني فكان من السيدة كاذية ابنة عمه محمد بن سليمان اللمكي، وتزوجها عام 1935م، وأنجب منها: نائفة ونواف ونيفين.
عمله في الصحافة:
وكان قارئاً شغوفاً وحريصاً على تطوير وتحسين مهاراته في إتقان اللغة العربية واللغة الإنجليزية، بالإضافة لذلك فقد أتقن السواحيلية و الفرنسية والألمانية، ولهذا أصبح محرر صحيفة الفلق بزنجبار لمدة (13) عام في الفترة (1942-1955م)، وكان ذلك في أواخر الحرب العالمية الثانية، وكان يكتب مقالاته موقّعة بكنية أبو البركات نسبة إلى ابنه بركات.
وكانت صحيفة الفلق تتضمن في كلّ عدد يصدر آية قرآنية أو كلمة أو حديث نبوي شريف يكتب في أعلى الصحيفة، فمن يتابع الأعداد سيلاحظ وجود الآيات القرآنية مثل:
“إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ”.
و”قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2)”.
والجريدة بالإضافة إلى نشرها لأخبار وأحداث العرب وقضاياهم في أفريقيا كانت تنشر المراسيم السلطانية، وكانت تنشر أيضًا أخبار سلاطين البلاد منذ تأسيسها، وأخبار حفلاتهم سواء داخل البلاد أو خارجها.
ومن أدلة ذلك في عام 1936م- 1355هـ احتفلت زنجبار بالعيد الفضّي لاعتلاء السلطان خليفة بن حارب عرش زنجبار، فوصفت الصحيفة هذا اليوم فقالت:
“إن الجزيرة الخضراء رأت أن تقوم بواجبها نحو سلطانها المحبوب فاحتفلت من أقصاها إلى أدناها بِعيد سلطانها الفضي”، وهو آخر سلطان في زنجبار يحتفل بعيده الفضي، ولقد توقف صدور صحيفة الفلق منذ ديسمبر 1963م إلى وقتنا الحالي.
وكما عَمِلَ في صحيفة الفلق كذلك عمل الشيخ محمد بن ناصر أيضاً رئيساً لتحرير صحيفة النهضة التي أسّسها السيد سيف بن حمود آل سعيد(11) .
مناصبه الأخرى:
وكان الشيخ محمد بن ناصر اللمكي عضو المجلس التشريعي زمن السيد خليفة بن حارب بن ثويني وعضو في اللجنة التنفيذية لزراعة القرنفل وعضو في اللجنة الإقتصادية وسكرتيراً للجمعية العربية والتي كان يترأسها الشيخ عبدالله بن سليمان الحارثي.
ومما يؤيد مكانته ودوره وثيقة تاريخية وصلتنا وهي عبارة عن رسالة للشيخ محمد بن ناصر بن سليمان اللمكي مؤرخة في 17 أغسطس 1930م/23 ربيع الأول 1349هـ من بافاريا في ألمانيا، مُرسَلة من جَدِّهِ الشيخ سليمان بن ناصر اللمكي يأمر حفيده الشيخ محمد بأن يُعَيِّن خَدَمًا على مزارع القرنفل خاصة في بنغاني ويُعَيِّن خادمه المدعو فريح ناظراً ( مشرفًا) عليهم، وفي ختام الرسالة يُوَجِّه تحياته للمشايخ:
سعيد بن عبدالله وسالم بن سلطان ومحمد بن سلطان ووالدته السيدة فاطمة ووالده الشيخ ناصر وكافة أهل البيت.
وفاته:
توفي الشيخ محمد بن ناصر بن سليمان اللمكي- رحمه الله- بتاريخ 17 أبريل 1982م/22 جمادى الآخرة 1402هـ ودُفِنَ في الْحَمْرِيَّة في محافظة مسقط في سلطنة عُمان.
المصادر والمراجع :
1. “كيميائي عمل في مصنع الإسمنت في بداية حياته، كما كان المسؤول الأعلى لجميع المختبرات التابعة لشركة البترول الكويتية، عاد لعُمان في سبتمبر 1970م، وتعين في وزارة التجارة بقسم الصناعة، وتدرج في المناصب إلى أن وصل لمنصب وكيل التجارة والصناعة، العمانيون وأثرهم الثقافي والفكري في شرق أفريقيا(1870-1970م)، هدى الزدجالي، ط1، دار نثر، الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، مسقط،2021م،.ص525.
2. السفير أحمد، له مقال منفصل قادم بإذن الله تعالى.
3. حاصل على شهادة الدكتوراه في الفيزياء، ترك وظيفته كمحاضر في جامعة بغداد، وعاد لعُمان عام1972م حيث عُيِّنَ في شركة تنمية نفط عمان، وتدرج في الوظائف إلى أن احيل إلى التقاعد عام 2010م، العمانيون وأثرهم الثقافي والفكري في شرق أفريقيا (1870-1970م)، مرجع سابق ، ص 526.
4. عمل لسنوات جراحاً في مستشفيات بريطانيا ثم ليبيا ثم أبوظبي، ثم مديراً لمستشفى العين،وعاد إلى عمان عام1987م مديراً لمستشفى جامعة السلطان قابوس إلى تقاعده عام1997م، مراسلة إلكترونية مع الفاضل ناصر بن عبدالله الريامي، أغسطس 2021م.
5. طبيب إستشاري أمراض النساء والولادة.
6. أستاذ الطب النووي.
7. أول إمرأة عمانية من مواليد زنجبار تتخرج من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1955م، حساب الدكتورة هدى الزدجالي، منصة تويتر، وهي والدة الدكتورة آسيا البوعلي، قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإجتماعية بجامعة السلطان قابوس.
8. أول مستشارة قانونية عمانية، وأول محامية حاصلة على شهادة القانون من إيرلندا عام 1962م، وعملت مستشارة قانونية في وزارة الشؤون القانوينة العمانية لمدة 17 عاماً، جريدة الرؤية، 8 مايو 2021م.
9. الصحافة العمانية في زنجبار، عبدالله بن سالم الحارثي، جريدة عمان، الملحق الثقافي، 23 مايو 1991م، ص 13.
10. دراسات صحفية، الصحافة العمانية (نشأتها،تطورها،إتجاهاتها)، فوزي مخيمر، الباب الثاني، صحافة المهجر الأفريقي، الفصل الثاني، الصحافة العمانية في أفريقيا، بحث غير منشور.
11. السيد سيف بن حمود بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي، ولد في مسقط عام1916م، بدأ دراسته بمدارس خاصة لتعليم اللغة العربية والدين الإسلامي، ثم درس بالمدرسة السعيدية بمسقط، هاجر لزنجبار عام1935م، ثم عاد لمسقط نائب والي مطرح عام1939م، ثم هاجر مرة أخرى لزنجبار وتقلد عضوية المجلس التشريعي هناك، وترأس بعض الفترات الجمعية العربية التي ركزت على الإصلاح السياسي في زنجبار، ثم ترأس تحرير صحيفة الفلق في الفترة(1949-1950م) وكتب بها عدد من المقالات المناهضة للإستعمار البريطاني، أسس صحيفة النهضة، وظهرت لأول مرة في 18يناير1951م، وكانت تصدر باللغتين العربية والإنجليزية، وبعض المقالات مترجمة للسواحيلية، وصلت أرقام توزيعها إسبوعياً(500) نسخة، توفي السيد سيف بن حمود في25فبراير1963م، حكايا في تاريخ زنجبار، نصر بن ناصر بن خلفان البوسعيدي، ط1، بيت الغشام،مسقط،2019م، ص ص 195-199.