دعوة لمواصلة الإلتزام حتى وإن ظهر لنا الأمان
خليفة بن سليمان المياحي
بحمد الله وفضله بدأت جائحة كورونا في الإنحسار في السلطنة شيئا فشيئا، وهذا كله بتوفيق من الله سبحانه وتعالى ورحمته بعباده، وبفضل الاهتمام الكبير من الحكومة الرشيدة بقيادة مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان/ هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – وبما قامت به اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد19) بدءًا من رئيسها وانتهاءًا بجميع أعضائها والتي اتّخذت التدابير العملية لمعالجة التطورات الناتجة عن المرض والخطوات الإيجابية الناجحة التي اتبعتها، والقرارات المتتالية التي كانت تقرها بين فترة وأخرى بهدف الحد من الانتشار، ومعالجة تطوراته أولا بأول وفق ما رأته من تدابير ضرورية ومؤشرات تطور الوباء والاطلاع عن كثب لما يدور في العالم حول هذا الموضوع مع مواكبه الاسراع في مواصلة تطعيم المواطنين والمقيمين بالجرعات الوقائية المعتمدة من المنظمات الصحية ذات الاختصاص.
ولا شكّ إنه كان للمواطن والمقيم الدور الأكبر في هذا الانحسار من خلال تنفيذه للتعليمات واستجابته للقرارات التي كانت تتخذ لما يتعلق بهذا الموضوع، ولا ننسى الجهات ذات العلاقة المباشرة في تنفيذ تلك الإجراءات كوزارة الصحة، والجهات الأمنية وغيرها، كل ذلك جاء ولله الحمد بنتيجة إيجابية رغم اننا فقدنا أكثر من أربعة آلاف توفاهم الله بسبب هذا الوباء، ولكن لو لم تكن هناك مثل تلك القرارات الصائبة لكان عدد الوفيات مضاعفا، فنسأل الله سبحانه وتعالى الرحمة، والمغفرة، للمتوفين بسبب كورونا أو بأي سبب آخر، ونسأله تعالى الشفاء للمصابين بالوباء وجلاء المرض عنا بلا عودة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
كل تلك المقدمة كانت ضرورية؛ لتميهيد ما أنا بصدد الحديث عنه، وهي دعوة مواطن غيور على وطنه، وعلى أهله، والدعوة فحواها إننّا مع معايشتنا للوضع الحالي وما يبدو لنا من الأمان والاطمئنان بأفول هذا الوباء إلا أن الحذر واجب، بل ومطلوب بأن لا نأمن منه كل الأمان وأن نبقى على حذر ونستمر في اتباع وتنفيذ التعليمات وتطبيق قرارات اللجنة، حتى وإن بدأ الوضع لنا آمنا، وخاليا من الوباء، فمعظم النار من مستصغر الشرر، وربما لا قدر الله إن أعدنا الأمور إلى سابق عهدها لظهر الوباء مجددا وانتشر من جديد، لهذا يجب أن يكون تعاوننا مستمر وأن نتقيّد بالتعليمات ونأخذ بأسباب الوقاية، كما لو أن المرض لا زال موجودا حتى ينجلي عنّا تماما بإذن الله، فلبس الكمامة بشكل مستمر، وغسل اليدين، وعدم التجمعات، أمور أساسية، لمنع الانتشار، والدخول في المؤسسات والأماكن المزدحمة يجب أن يكون بحذر شديد كما إن التعليمات الأخيرة تقضي بعدم دخول المؤسسات بمختلف أنواعها إلا لمن قام بتلقّي اللقاح لجرعتين، لهذا يتوجب من المعنيين أن ياخذ هذا الأمر مأخذ الجد وعدم التهاون.
وأخيرا اسأل الله العلي القدير، أن يجنبنا، ويجنب بلادنا عمان، وسائر بلاد المسلمين من كل سوء، وأن يمنّ علينا بعطفه ورضاه ويرزقنا الحياة السعيدة في الدين والدنيا والآخرة.
وتحية شكر وتقدير لكل المجتهدين والحريصين على وطنهم وأهلهم، والله يحفظ الجميع.