نعم أحببتُ… فلا تَسَلْ
علي بن سليمان اللويهي
نعم أحببتُ تُربَكِ كالصغارِ
وأثملت الصبابة للديارِ
نعم أحببتُ في ولعٍ وعشقٍ
كما صبٍ تولَّع بالعذاري
نعم أحببتُ ناسَكِ كلَّ يومٍ
محبتهم جرتْ مجرى السوارِ
نعم أسرفتُ في ولعي لشعبي
وما فرط المحبة باختياري
تنازعني المطامع في هواكِ
فيخمد نارها غيث اصطباري
ستدركُ أنّها القلب المغشى
إذا نازعْك رونقها الضواري
ولو أن الديار تمنعتنا
وحالتْ بيننا موج البحارِ
ستبقى في حشاي لهيب حبٍ
حرارة حبها في القلب ناري
فحبُّ الأرض لا يشرى بمالٍ
ولا نرجو به نَهَمَ اليَسَارِ
لها إرثٌ من التاريخ كنزٌ
مَحاسنها تُحدِّث بافتخارِ
وللتاريخ من مسراكِ دَينٌ
يقول الشعر فيه على السواري
فلا عجبًا تباهينا بإرثٍ
رسول الله زكّاها بدارٍ
وأعلاها مكانًا ليس يُنسى
وتلك شهادةٌ خير الخَيار
دخلنا للهدى طوعًا وحبًا
وشاركنا فتوح الإنتصارِ
فمازنُ كان من رفع اللواءَ
وسار الجمع في ركب المسارِ
سلوا الساسان والأَعراب عنَّا
وماذا السند قالت باقتدارِ
سلوا الفاروق عنّا في الفتوحِ
مُهلَّبُنا علا تاج الفخارِ
ولا ننسى الهدى ملك المراسي
فماجدُ كان ربان البحارِ
وطأنا تربَ أقطار الأقاصي
وكنّا السبق في فتح القفارِ
نشرنا الدينَ في لطفٍ وحسنٍ
وأُبدل بالدجى شمس النهارِ
فلا يأتيك يقدحها عليلٌ
ضعيفُ النفسِ مذموم المسارِ
فكيف تَسَلْ محبتها عشيقا
عزيز النفسِ يعشق كالصغارِ؟