2024
Adsense
مقالات صحفية

سلامة الغذاء والسياحة ٣: بحث سياحي مختصر

محمد علي البدوي

يمكن أن يتعرض السائح لبعض الأعراض التي تتشابه مع أعراض الحساسية الناتجة عن تلوث الطعام ولا بدّ لنا أن نفرّق بين أنواع ومُسبّبات الحساسية، حيث من الشائع أن يُصاب بعض السائحين بنوع معين من الحساسية بسبب الشمس أو ماء البحر المالح وتتشابه الأعراض مع الحساسية الناتجة عن تلوث الغذاء.

لذلك لا بدّ للطبيب المقيم داخل أماكن الإقامة أن يَعي الفروق بين هذه وتلك وأن يستطيع التعرف بسهولة علي ردّ الفعل التحسسي تجاه الحساسية الناتجة عن تلوث الطعام والتي هي الأخطر.

يمكن أن تتسبب الحساسية في رد فعل على هيئة اضطراب خفيف إلى متوسط في المعدة أو صداع أو غثيان أو قيء أو أحيانًا تورّم الأنسجة ونادراً ما تسبب فشل الجهاز التنفسي.

والأشخاص المصابون بحساسية شديدة ولديهم تاريخ مَرضيّ مع الحساسية يميلون إلى حمل معلومات حيوية عن حالتهم ربما في شكل سلسلة عنق أو سوار أو على الهاتف الذكي.

وقد يحملون معهم أدوية طوارئ وبعض الأوراق الطبية.

وعند التعامل مع الطعام يجب أن تؤخذ حساسية الطعام على محمل الجد دون الاستهانة لأن بعض أنواع الحساسية الشديدة قد تكون قاتلة.

ويمكن لبعض ردود الفعل التحسسية أن تزول خلال دقائق، والبعض الآخر خلال ساعات أو أيام ولكنها عادة تسبّب بعض الأعراض التالية:

الطفح الجلدي، حمّى، تعرق، رؤية مشوشة، غثيان، قيء، آلام في المعدة، صداع الرأس متفاوت الشدة، تورم الأنسجة وخاصة اللسان والحلق والشفتين، والإحساس بالوخز، صعوبة في التنفس أو الكلام.

ويمكن أن يتسبب رد الفعل الشديد تجاه الحساسية في حدوث صدمة للمسافر قد تكون خطيرة على حياته.

وهناك حالة أخرى من حالات المرض الناتج عن سوء الطعام بسبب الحساسية لكنها أقل شيوعاً من سابقيها وهي حالة عدم تحمل الطعام ويتم علاج ذلك عن طريق التحفيز وإزالة أسباب عدم تحمل الشخص للطعام وغالباً ما تكون هذه الأسباب في مجملها نفسية.

فمثلاً يناولك شخص ما طعام لا يرغب هو شخصياً في تناوله فينتقل إليك نفس الشعور بعدم الرغبة في هذا النوع من الطعام.

أو أن يتحدث أمامك شخص ما عن طريقة طهي الطعام بشكل غير صحيح مما يجعلك ترفض هذا النوع من الطعام.

ورغم ذلك فإن الرغبة في عدم تناول الطعام وعدم القدرة على تحمله تبقى في حيز الأمان ولم تكن مهددة للحياة في معظم الحالات.

ومن الأمثلة الواضحة على تلوث الطعام والذي يؤدي إلى مشكلات صحية هو مرض الزحار:
وهو مرض معوي ينتقل عن طريق البراز.
لذلك فهو يظهر علي شكل إسهال شديد، مع وجود أعراض مصاحبة له مثل المغص والحمى وأحياناً ملاحظة نزول دم مع البراز.
والعدوى بمرض الزحار تنتشر في الأوساط المؤسسية حيث تصعب عملية مراقبة النظافة خاصة في الحمامات المشتركة.
يكون ذلك في الشركات والفنادق الكبرى والمدارس والمطارات والمطاعم والأماكن ذات الصلة.
تظهر أعراض المرض في غضون يوم إلى ثلاثة أيام.
ونظراً لأن الزحار مرض قد يتحول إلى كارثة صحية فلا بد من مراعاة تطبيق معايير النظافة الشخصية بشكل جدي وعدم السماح للتلوث المتبادل بالحدوث مع التأكيد على استخدام وسائل نظافة شخصية معقمة.

يستخدم بعض الأشخاص أكياس بلاستيكية معقمة لوضعها على المراحيض لتجنب كافة أنواع العدوى المحتملة.

وليس هناك حلول بعيدة عن ممارسات الوقاية والسلامة الغذائية مع التحكم في كل خطوة من خطوات المتعاملين مع الطعام.
للحديث بقية.
حفظ الله شعوبنا العربية

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights