الإعجاز العلمي في تركيب حليب الأم
د. زينب محمد حمود
منسقة تغذية بدائرة الرعاية الصحية بمحافظة مسندم
تعد ممارسة الرضاعة الطبيعية من الأمور البديهية للأم كونها هبة من الله سبحانه و تعالى للطفل الرضيع؛ فحليب الأم يعتبر معجزة بكل مكوناته وتركيبه الذي يتناسب مع عمر الطفل واحتياجاته، فضلا عن سهولة توفره للطفل فهو لا يحتاج للمال لشرائه ولا للخبرة لتحضيره، بل على العكس فهو متوفر في كل وقت و مكان، كما أنه يمنح الأم الفرصة لبناء علاقة وثيقة بطفلها من خلال احتضانها له فترات الرضاعة الطبيعية مهما كانت مشاغلها و ضيق وقتها.
ومع كل هذه المزايا لا تزال بعض الأمهات تفضل إعطاء طفلها حليب صناعي؛ بسبب الترويج الخاطئ لهذه الألبان على الرغم من مخاطرها خاصة خلال الست شهور الأولى من عمر الطفل والذي يفترض فيها أن يرضع الطفل رضاعة طبيعية خالصة أي يتم ارضاعه فقط حليب أمه الذي خلقه الله تعالى خصيصاً له دون إدخال أي من الأغذية بما في ذلك الحليب الصناعي.
هناك بعض الأمهات لا تعلم مزايا حليب الأم والفرق بينه وبين أي حليب صناعي آخر، فمهما بلغت دقة ومهارة الشركات المصنعة لأنواع الحليب المختلفة لا تستطيع أي شركة أن تنتج حليب له مكونات تختلف ببداية رضاعة الطفل عن نهايتها مثلما يوجد بحليب الأم ويختلف نوع الحليب حسب عمر الطفل، ففي أول الأيام من عمر الطفل يفرز الثدي سائل يسمى اللبأ وهو غليظ القوام مائل إلى الصفرة أو رائق اللون ويختلف هذا الحليب عن الحليب الناضج ولكن سبحان الله قد يبدو للأم أن كمية هذه الحليب غير كافية لطفلها لذا يجب شرح فوائده للأم بأسلوب سهل وواضح حتى لا يفقد الطفل الاستفادة منه فيحتوي اللبأ على مٌسهل لطرد العقي (المادة السوداء التي تخرج من بطن المولود في أول الأيام بعد الولادة )، وبذلك يساعد في الوقاية من حدوث يرقان(الصفار) للطفل، كذلك يحتوي على الأجسام المضادة للحماية من العدوي، وغير ذلك من المكونات التي تحمي الطفل خلال أيامه الأولى بعد الولادة.
بعد بضعة أيام من الولادة يفرز الحليب الناضج بما فيه من معجزة إلهية لا يمكن توفرها بأي نوع من أنواع الحليب الأخرى فتنقسم مكونات الحليب الناضج لنوعين حليب أول الرضعة الذي يتميز بكميته الكبيرة ومكوناته التي تشبع الطفل وتمده بكل احتياجاته من بروتين وسكريات ومغذيات أخرى، أما عن حليب آخر الرضعة فيحتوي على دهون تمد جسم الطفل الرضيع بالطاقة، لذا يجب أن يستكمل الطفل رضعته للنهاية حتى يستفيد من كل فوائدها، إن هذه الفوائد المختصة بحليب الأم إذا تم توضيحها للأم أثناء الحمل وبعد الولادة ستجعلها تتمسك برضاعة طفلها رضاعة طبيعية؛ لأنه الغذاء الأمثل الذي رزقه الله به دون الحاجة لبدائل.