(نعم .. لا) .. مشاهد حياتية ما بين مواطن القوة والضعف !!!
سعيد بن سيف الحبسي
إعلامي وكاتب عماني
wwws9@hotmail.com
#المشهد الأول ..
( نعم للعدالة الاجتماعية .. لا للظلم الاجتماعي )
هو مشهد تعيشه كثير من المجتمعات نتيجة سلب الحريات ومصادرة الفكر وعدم حرية التعبير أو إبداء الرأي أو تقبل وجهات النظر بين طرف وآخر ، فهناك مجتمعات يمارس عليها من قبل السلطات بها أساليب القمع والتنمر الاجتماعي والسياسي، بحيث يجبر أبناء ذلك المجتمع قسرا أن يمتدحوا السلطة وإن كانت على باطل، وأن لا حقوق لهم إلا فيما تمنحهم إياه تلك السلطة من فتات ثرواتهم، وقد يصل الأمر إلى سلب إرادتهم في التصرف في أموالهم الخاصة، لذلك فإن من العدالة الاجتماعية أن ينال الجميع في المجتمع الواحد حقوقهم من منظور العدالة وليس المساواة، حيث يقول سبحانه وتعالى في الآية رقم (٨) من سورة المائدة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) .
# المشهد الثاني ..
(نعم للمصلحة العامة .. لا للمصلحة الخاصة )
إن الحياة مليئة بالكثير من التناقضات، بحيث تجد صاحب المصلحة الخاصة في أغلب الأحيان مقرب من أصحاب النفوذ والقرار في كثير من المؤسسات، بينما من ينادي بالمصلحة العامة تجده مهمشا ولا يستمع لرأيه ، معتبرين إياه غير معرف في قاموسهم بل نكرة، لذا فإرتباط النجاح لأي مؤسسة وتطورها لا بد أن يرتبط بمفهوم المصلحة العامة وليس الخاصة؛ من أجل رقي أي مجتمع وتطوره، وعلى الجميع أن يعي أهمية تقديم مصلحة العمل الجماعي على الفردي أو السعي لهثا وراء دنيا فانية ومناصب زائلة .
# المشهد الثالث ..
( نعم للزكاة .. لا للضريبة )
إن منهج الإسلام في الزكاة يجعل من المجتمعات المسلمة مجتمعات متكافلة متعاونة، ففي الزكاة طهارة للمال وبركة في الصحة والرزق والأولاد، هي أيقونة رائعة في مجتمعنا المسلم لو طبقت وفق شريعة الإسلام ومنهج سيد الأنام لكانت الأمة بخير، لو طبقت لما رأينا فقيرا ولا مسكينا ولا محتاج ، لرأينا تماسكا وقوة في الصف والبنيان، فالغني بزكاته سينال كرم الرحمن، والفقير التي ستؤدَى إليه لن يعش في الحرمان، فيقول سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم في الآية (١٠٣) من سورة التوبة: “خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا ” وقوله -صلى الله عليه وسلم- حين بعث معاذًا -رضي الله عنه- إلى اليمن: (أخبرهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم) (أخرجه البخاري ومسلم)، وفي المقابل فإن فرض ضريبة القيمة المضافة أو ضريبة الدخل لا تمت للإسلام بصلة، فيتساوى فيها الغني والفقير، بل لن يتأثر الغني بشيء لما يملكه من ثروة ولو دفع ما دفع من ضريبة، ولكن الفقير سيتأثر لما يعانيه من فاقة وهموم الحياة.
# المشهد الرابع ..
( نعم للوطنية الصادقة .. لا للوطنية الزائفة )
الجميع يتجرد من الأنانية عندما يتعلق الأمر بالوطن وأمنه، الجميع يقف كالبنيان المرصوص في مواجهة كيد الكائدين وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين، الجميع يشمر عن ساعديه لبناء الوطن ، الجميع يكونون روحا واحدة عدة وعتادا لمواجهة المعتدي بالمال والروح، وغيرها من الصور الجميلة في حب الوطن يجسدها أبناء الوطن الواحد، وبها تبرز الوطنية الصادقة التي لا يمكن أن يساوم عليها أحد، أما الوطنية الزائفة: فهي تلك التي لا تدرك تلك المعاني السامية النبيلة، بل همها الأوحد التقرب من أصحاب السلطة لنيل المناصب ونهب الثروات، وفي ذلك وبال عظيم على من تسول له نفسه التلاعب بمقدرات الوطن ومكتسباته.
كلمة آخر السطر ..
إن قول (نعم ) في بعض المواقف تنهض بالأمة الواحدة وتبقى في هامة عالية، وبقولها قد تسقطها في الهاوية، وبقول (لا) قد تتحرر الأراضي المسلوبة ويتحرر الناس من المعتدين الذين قيدوهم بالسلاسل والأفكار الدخيلة، وبقولها قد تفقد البعض حياتهم في خضمّ تقلبات الحياة الصاخبة … .