كلب القطيع
حمدان بن سعيد العلوي
مدرب في الإعلام والعلاقات العامة
عذرا على الكلمات التي لم أجد وصفا يليق بأفضل منها لهذه الفئة المتكبرة المتعالية ، هم جهلة بلا وعي ولا ثقافة ، لا يكلون ولا يملون ، سلاحهم الكلام والظهور في وسائل التواصل ، يهاجمون من لا يعجبهم بضراوة، يتحدثون ويناقشون ويقترحون في كل المستويات العلمية والعملية ، يتهمون الغير بالتقصير وينادون بالتغيير ، وللأسف لو تتبعت سوابقهم وكيف هم في طبيعتهم سيصيبك عجب العجاب ، ويتطاولون على الكبير والصغير وعدسات هواتفهم (ملت منهم) والغريب في الأمر أيضا أنهم يمتلكون الخبرات في شتى المجالات ، كالطب والرياضة والسياسة والاقتصاد ، ولديهم بيانات وإحصائيات واتسابية دقيقة!!!! . يتحدثون عن الفساد وإذا وجدوا ذلك المسؤول صاروا له ممجدين. يلتصقون على عمامته للتصوير ، عن أي نفاق نتحدث وعن أي غش وكذب نروي لكم؟! رأينا الكثير من هذه الفئات والأنواع ، المطالبة بالحقوق ظاهريا ، الساعية خلف شهرتها ومصالحها داخليا ، أحدهم وهو يتحدث (قامص) بعينيه وبلهجة شديدة ترعب من يسمعها وكأنه سينفجر من ضغطه المرتفع وعيناه على وشك الخروج أو السقوط من مكانها ، تحدث ذلك (الإمعة) عن أمر ما -وشخصيا مطلع بشكل كبير على الموضوع الذي يتحدث عنه- وهو يسرد أرقامه الفلكية والمقارنة الدنيئة، اتضح لي أنه لا يعي ما يقول، فقط حاله كحال الوعاء الفارغ ضجيجا وقرقعةً ، استقى المعلومات من جلسات (المقاهي) وحوارات الواتس آب ، صدقها دون أن يكلف نفسه بالتيقن؛ وكأنه (كلش في معلوم) قام بعد أن ارتفع ضغطه لينفجر لنا عبر شاشة هاتفه ويصرخ في وجوهنا ، غاضبا مطالبا بالمحاسبة لإحدى المؤسسات -ولمعلوماته الفقيرة لا يعرف أن المؤسسة التي قصدها بهجومه ليست معنية، هي فقط جهة إشرافية- وحين يتحدث يبهرك بمعلوماته ولكثرة المتابعين، نسبة كبيرة تصدق ما يقول، وتتمنى أن يكون وزيرا للاقتصاد لحنكته في الحديث ودقة معلوماته (الزائفة) .
هذه الشخصية ليست لشخص محدد بل مستنسخة (ويا كثرهم) ، وهنا في هذا المقال لست ضد النقد ولا أُمجد المسؤول، ولكن يجب أن نتعاطى تلك الأمور بحكمة وتعمق في الفهم والمعرفة وتحري الدقة ، وأن لا نسمع كل ما يُقال وأن لا نقل كل ما نسمع .
هذه الفئة هي من تؤجج الرأي العام وتبث بين أوساط المجتمع معلومات خاطئة ، ويتم تناقلها حتى يتم تحريفها وتتسع دائرة الجهل واللاوعي بسببهم ، ومع سرعة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي تصل رسالتهم السوداء إلى خارج حدود الوطن ، ليضرب بنا الأمثال بعد ذلك .
هذه الشخصيات يصفون أنفسهم (بالإعلامي) والإعلام بريء منهم وهم لا يعرفون أصلا ماذا تعني هذه الكلمة ، عشقوا الظهور ، واتبعوا سياسة (عكس التيار) هاجموا كل من لا يتفق معهم وكل من ينتقدهم وكل من لا (يعطيهم الاهتمام) ، يعيشون في عالم الوهم الافتراضي ، فهموا حرية الرأي خطأ ، حرية الرأي لا تعطيك الحق أن تشتم فلان وأن تشير إلى آخر ، وأن تتحدث في ما لا تفقه وأن تهرف بما لا تعرف .وأن تتدخل في ما لا يعنيك .
هل يُعقل شخص بلا تخصص علمي ولا خبرة عملية وبعضهم لم ينهِ دراسة الدبلوم العام يتحدث في أمور لا يستطيع بعض أصحاب الدرجات العلمية العليا مناقشتها بلا معطيات وأدلة وافية ؟
أرجو أن لا ننساق خلف الناعق كالإمعات أو خلف (كلب القطيع).