معلمو الأجيال يترجلون عن صهوة جواد التعليم
سميحة الحوسنية
ودّعت وزارة التربية والتعليم بكل فخر واعتزاز كنوزًا من العطاء اللّا محدود بكل المستويات، شخصيات أعطت وساهمت في النهضة التربوية فكانت بصماتها إرثًا تعليمياً صاغته أجمل عبارات الشكر والامتنان لتلك الطاقات التي طالما أبدعت في الحقول التربوية وأثمر جهدها أجيالاً يفيؤون تحت ظلال العلم والمعرفة.
سنوات من الاجتهاد يتوّج فيها المعلم المتقاعد بتاج مرصّع بالحب والاحترام والفخر بإنجازاته وبصماته في الميادين التعليمية.
وقد افترشت أفكارهم واجتهاداتهم الأرض سندسًا في واحة الفكر، يرسمون للأجيال مستقبلاً، فكان حديث القلم والكتاب.
ها هم أولاء يترجلون عن صهوة جواد التعليم وقد قضوا سنوات عمرهم في تلك الميادين التربوية، يغرسون العلم والمعرفة في نفوس طلابهم ويبثّون بطِيب كلماتهم أملًا يطلّ عبر نوافذ طموحاتهم، فأثمر ذاك الغراس أجيالاً انطلقت نحو التقدم والازدهار، وقد اغترفت من تلك الشخصيات الرائعة الكثير من المعاني الإنسانية والنصح والإرشاد والكلمات المشجعة التي كانت بمثابة شعلة متوهجة تحرك فيهم العزيمة والسمو إلى آفاق مفعمة بالتحدي لتحقيق كل ما تصبو إليه نفوسهم من أمنيات وطموحات سيجنى ثمارها المجتمع، فتساهم في رفعة وتقدم البلاد.
ولكن ماذا بعد التقاعد؟ أين ستذهب تلك الكنوز المعرفية التي صقلتها سنوات الخبرة والعمل المتواصل؟ لماذا لا يتم تتويج تلك الطاقات والقدرات والاستفادة منها في الميدان التعليمي ومدّ جسور التعاون بينهم والاستفادة من خبراتهم المترفة بفكر أنضجته الخبرة لتقييم المناهج بحكم خبرتهم وتفعيل مبدأ الشراكة المجتمعية من خلال اعتمادهم كأعضاء في مجلس أولياء الأمور لإلمامهم بالواقع ومعرفتهم بكل التفاصيل التي تحقق الأهداف ومشاركتهم أيضاً في مجالس استشارية يتم من خلالها اختيار الطاقات وذوي الخبرة ومن سيدعمون العملية التربوية بكل مقومات النجاح واعتمادهم في مجلس الآباء والأمهات في مسيرة العطاء الذي لا ينضب.