“جانا الخير”
بدرية بنت حمد السيابية
يستشعرني ذاك الشعور الرائع عند سماع بعض العبارات ومنها عبارة “جانا الخير” دائما تتردد على مسمعي، ينتابني الأمل والتفاؤل والإيجابية بمجرد سماع هذه العبارة وأن الدنيا لا زالت بخير وفيها الكثير من الخير بإذن الله تعالى، لا شيء في هذه الدنيا يدوم غير وجه الله ذو الجلال والإكرام، فالإنسان يولد باكيا بصرخات تعلو ليعلن وجود هذا الكائن الصغير الذي لا حيلة له ولا قوة في هذا الكون الواسع والناس حوله فرحين بوصوله ممزوجة بين أهازيج الفرح والسعادة.
الخير له أوجه عديدة حسب حدوثه، فعندما أصاب العالم بجائحة كورونا كوفيد_19، انتشر الخوف والذعر بين الناس، وكثيرة هي التأثيرات التي خلفها انتشار الفيروس على مختلف القطاعات في جميع دول العالم التي نالت نصيبها من تأثيرات الجائحة، وإن كان أكثرها تأثراً قطاع التعليم، وخاصة طلاب وطالبات المدارس، وطلبة السلطنة نالوا نصيبهم كبقية الطلبة على مستوى العالم، ولكن رغم الصعوبات إلا أنه “جانا الخير” في توفير الأجهزة التعليمية من قبل الحكومة ومن الفرق الخيرية مع زف بشائر وصول و توفير اللقاح وتطعيم الفئات المستهدفة في المجتمع، فكل ذلك خيرا من عند الله تعالى.
عند نزول المطر لسقي الأرض بعد موتها وتزهر باللون الأخضر فنقول الحمد لله “جانا الخير ” فنحمد الله حمدا كثيراً طيباً مباركاً. كنا نسمع هذه العبارة منذ أن كنا صغارا وكبرت معنا تحمل في طياتها السعادة تغمر قلوبنا الصغيرة، فالروح الإيجابية لها نكهة مميزة يعيشها الإنسان بكل أوقاتها وكثيرة هي المشاهد المبشرة للخير، كانوا أجدادنا في فصل الصيف يهتمون كثيرا بالزراعة؛ لأنها مصدر رزق خاصة شجرة “النخيل” يستبشرون (بتباشيرها الطيبة) من خلال ثمارها وخيرها الكثير “الرطب” فيأتي الخير إليهم لقول الله تعالى {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} [إبراهيم : 24].
الصياد يخرج من بيته متوكلا على الله، يدعو بأن يرزقه خيرا في هذا اليوم، الصيد الوفير من الأسماك، عندما تمتلئ شباكه بالأسماك الكثيرة فيردد في نفسه “جانا الخير” مبتسماً فرحاً بما رزقه الله فلم ييأس بل وثق بالله وأن الأرزاق بيده وحده_ أن يكون له حيزا مهما_ في حياة كل إنسان هو عمل الخير، فبهذا العمل، يرقى الإنسان بقلبه وعقله وروحه وفكره وحياته، الخير كلمة تسعد القلب و الأجمل عندما تكون أنت سببا لنشر هذا الخير بين الناس وتزف لهم أجمل البشائر لتسعد قلوبهم الطيبة، ثابر للخير واترك لك بصمة لا تُمحى للأبد.