الإحلال الوظيفي
عمار محمد بامخالف
ارتفع أعداد الباحثين عن عمل في سلطنة عمان خلال الخمس السنوات الأخيرة بشكل كبير من مؤسسات تعليمية مختلفة في السلطنة، حيث أصبح سوق العمل في وقتنا الحاضر مشبّعاً بشكل كبير، سواء كان في القطاع الخاص أم العام، حتى أصبح من الظاهر بأنه لا توجد وظائف بكثرة تستوعب جميع الباحثين عن عمل سواءً كانوا بشهاداتهم الجامعية أم الثانوية، فيا ترى هل الإحلال الوظيفي هو سيكون الفاصل والحل لمثل هذه الأزمة في البلاد؟
في الآونة الأخيرة نشرت بعض الحسابات عبر الانسجرام بأن سلطنة عمان قد استقبلت 38 ألف موظف من الوافدين في شركات مختلفة التي كان يسعى ويحلم بها المواطن العماني الغيور الذي يريد أن يعمل في مجال تخصصة؛ لكي يبدع وينتج ويخدم وطنة الذي ينتمي إليه، ولكن لسوء الحظ لم تكن هذه الوظائف لابن هذا البلد.
نعلم بأن الوافدين الذين يعملون في السلطنة سواء كانوا في القطاع الخاص أم العام أعدادٌ كبيرة، لماذا لا يتم إحلال هؤلاء الوافدين بالعمانيين؟
ياترى هل هناك خلف الكواليس مصالح مخفية لا يراها المواطن العماني الذي بدوره يبحث عن أقل حقوقه في هذا البلد الكريم المعطاء الذي يقوده رجلٌ أمين وحكيم.
وعلينا أيضا أن ندرك بأن الإحلال الوظيفي من الممكن أن يقضي على هذه الأزمة بشكل كبير، وعلينا أيضا أن ندرك بأننا نحتاج إلى اقتصاد كبير ينتج لنا الخير في هذه البلد المعطاء، وكذلك لكي يحل لنا أزمة الباحثين عن عمل، حيث لا يخفى علينا بأن هناك أعداداً كبيرة من الخريجين يتخرجون سنوياً من مختلف الجامعات والكليات فهؤلاء بعد عناء الدراسة والجد والاجتهاد يطلبون ويبحوث عن أقرب فرصة عمل لهم، ولا يشعر بشعورهم إلا من ذاق مُر وانتظار الوظيفة، حيث إن هذه الفترة من أصعب الفترات التي تمر على الباحث عن العمل.
في حالة القول بأن الوافدين يأخذون رواتب متدنية أقل من أجور العمانيين وأيضاً هناك وظائف لا تليق بالعمانيين، نقول لهم بأن العمل وأخذ الأجر مهما كان أفضل من الجلوس والبحث عن العمل، وكذلك الفرد العماني مستعد بأن يعمل في أي وظيفة بشرط أن تكون وظيفة أخلاقية ولا تؤثر على دينه، وبهذا على أصحاب السلطة أن ينظروا إلى إعادة جدَولة الرواتب وكذلك يعملون على توعية الشباب العماني بمختلف الحملات الإعلامية عبر المواقع التواصل الاجتماعي لتحريك مشاعرهم حول هذه القضية وتوعيتهم.
هناك عدة وزارات حكومية يوجد بها أعداد كبيرة من الوافدين فمثلاً: وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة، في حال تم تطبيق جدول ودراسة معينة للإحلال خلال شهور معينة أو سنوات قليلة فهذا سوف يساعدنا على حل بعض أزمة الباحثين عن عمل؛ لأننا نعلم جيداً بأنه من الصعب الإحلال المباشر؛ لأنه يترتب عليه أمور لم تكن في الحسبان.
خلاصة القول: علينا أن نعمل بالإحلال الوظيفي وفق خطة مدروسة؛ لأنه أصبح أغلب الباحثين عن عمل يكتبون في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي بشكل لا يسر الحال، ونأسف بشدة عندما نرى المواطن يخرج إلى ميادين مختلفة يطالب بأقل حقوقه، وبصراحة يؤسفنا بأن نرى مثل هذه المشاهد والتعبيرات عن الرأي بمثل هذه الطرق، وهذا مما يتسبب في مشاكل اجتماعية وسلبية على سلطنة عمان، ونأمل بألا يحدث هذا حيث نعلم جيداً -نحن الشعب العماني- بأن هناك بعض المجتمعات تترقب لنا بالمرصاد وتسعى لخلق الفوضى في البلاد، فالأفضل أن نعمل بالتدريج، وبذلك نستطيع علاج أزمتنا بالشكل المطلوب والمرغوب في ظل تواجد حكومتنا الرشيدة والقائد الأمين الحكيم.