د. مسلم بن سالم بن محمد الحراصي
باحث في الموارد البشرية والقضايا التربوية
يتمثل في إبداع وتأثير الفرد داخل المؤسسة وما يقدمه من أفكار وطرق وأساليب جديدة لتطوير العمل وذلك من خلال الملكات والإمكانات والقدرات التي يمتلكها ذلك الفرد؛ بغية الخروج عن المألوف وكسر الروتين العملي والممارسات التقليدية، وبذلك فإن تلك القدرات والإمكانات تنمو وتتطور بشكل مستمر نتيجة لاكتسابها بالتدريب أو الاحتكاك بذوي الخبرة أو الاطلاع المستمر والتعليم والذي يؤثر على تنمية مواهبه وإمكاناته، وهناك خصائص متعددة تحدد الفرد المبدع عن غيره من الأفراد سواء بيئات العمل أو المجتمع أو الأسرة أو حينما ينخرط ضمن اللجان وفرق العمل ومنها:
• المعرفة: والتي تمثل المعلومات والحقائق التي يمتلكها الفرد والتي تعينه على تنفيذ وإتقان العمل، وتزوده بالإطار الواضح الذي ينبغي أن يسلكه عن دراية ومعرفة بعيداً عن العشوائية والتخبط .
• التعليم: وهو التجديد في المعلومات والبحث العلمي والثقافي في مجال العمل أو مجال التخصص والذي لا شك فيه أن التغيرات العلمية في كافة العلوم والتحديث فيها بات متسارعاً مما يولد الحاجة إلى مواكبتها.
• الذكاء: وهو الملكة الفطرية التي يمتلكها الفرد وتؤهله للإبداع وليس من الضروري أن يكون المبدع عاليَ الذكاء بل تكون لديه القدرة على العمل، والتفكير، والتجديد، وتكوين العلاقات بين الأشياء، كذلك لديه الرغبة الداخلية ذي ذلك.
• الشخصية: وهي السمات التي يمتلكها الفرد والتي تعينه على المخاطرة والابتكار وحب التجديد والإقدام والاستقلالية والدافعية وحب البحث عن الجديد والإحساس بروح المسؤولية، ولو نظرنا نجد أن الشخصيات تتفاوت في قدراتها وميولاتها، والمتجدد في أفكاره ومعارفه وقدراته يشكل شخصية تتمتع بالحداثة والجدية والثقة بالنفس والقدرة على المبادرة والإقدام.
• التفاعل: وهو حب التفاعل مع الآخرين وتبادل المعلومات والخبرات معهم وعدم الانطواء على نفسه والتفاخر بقدراته فقط، ولا يمكن لمن ينعزل عن الآخرين أن يكون مؤثراً، كما لا يستطيع من يرى في نفسه العلو والرفعة عن غيره من بني جلدته أن يكون مبدعاً بينهم حيث أن قبول قدراته وإمكاناته وإبداعاته مبني على تبادل الاحترام والتواضع وحب الخير للجميع.
