عُمان.. بين فرص وتحديات الاقتصاد المعرفي
رقية الحاتمية
مع بداية القرن 21 ظهرت مفاهيم متعددة في عالم الاقتصاد. حيث أن مجريات المرحلة الحالية التي يشهدها العالم أوجبت ظهور مصطلح جديد أطلق عليه اقتصاد المعرفة (Knowledge Economy) ويشكل التوجه الجديد في العالم الحديث. وركيزة هذا الاقتصاد تتمثل في المعرفة والتكنولوجيا وتوظيف هذه العناصر في القطاعات الإنتاجية.
أن تغيير مسار اقتصاد السلطنة نحو المعرفة أمرٌ لابد منه؛ للنهوض بمستوى التنمية الاقتصادية ومواكبة التطورات. ويتطلب هذا التغيير مجموعة من الإصلاحات أبرزها: التركيز على قطاع تقنية المعلومات وزيادة الانفاق عليه ونشر ثقافة المعرفة ودورها في الحياة. كذلك العمل على تدريب وتطوير الكادر الوطني وإعداد رأس المال البشري. بالإضافة إلى ذلك تطوير نظم ومناهج التعليم وهذا الأخير يعتبر كلمة المرور للدخول إلى عالم الاقتصاد المعرفي، مع ضرورة توفير البيئة المناسبة التي تشجع الإنسان على الإنتاج المعرفي والتي تتمثل في شبكة الانترنت والاتصالات.
وعند الحديث عن قضية الباحثين عن عمل وربطها بالاقتصاد المعرفي، فإن الباحثون يرون أن اقتصاد المعرفة يمكن أن يسهم في حل هذه القضية من خلال توظيف المعرفة التي يمتلكها الباحثون عن عمل في تقديم خدمات وتسويقها في السوق المحلي. كذلك يمكن إنتاج برامج حديثة ومتطورة على سبيل المثال في قطاع التعليم وتداول هذه البرامج في المجتمع.
ختامًا.. أن الاقتصاد المعرفي يمثل خطوة إيجابية للدول التي تسعى إلى رفع مستوى الاقتصاد؛ قصد الوصول إلى مجتمع معرفي يواكب التطورات. وبذلت السلطنة جهودها في الانتقال إلى الاقتصاد المعرفي من خلال توقيع اتفاقية إطارية تسمح بنقل العلوم والمعارف والتكنولوجيا الامريكية إلى السلطنة؛ وهو ما يُبرهن اهتمام السلطنة وحرصها على الانتقال لمرحلة متقدمة من الاقتصاد الغير المعتمد على النفط والغاز.