سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
مقالات صحفية

دروس من أيام كورونا

‏راشد بن حميد الراشدي

‏إعلامي وعضو مجلس إدارة
جمعية الصحفيين العمانية
——-——————————
جند من الله يجوب الأرض مشرقها ومغربها في جائحة كونية طافت على جميع الشعوب.
عِبرٍُ ودروس للطغاة والأكابر والبغاة الذين عاثوا في الأرض فساداً وظلالا .
اليوم نقف جميعاً فاغري الأفواه لما يحدث بالعالم أجمع فالإنسان عرف قدره وقوته وسلطانه بأنه ضعيف وهِن كوهن العنكبوت يسقط أمام أبسط مخلوقات الله وأضعفها فيروسات ليس لها أي قوة أو حياة إلا عندما تدخل جسم الإنسان فتدمره تدميرا .
الدروس كثيرة قدمها هذا المرض الخطير للبشرية جمعاء من تباعد جسدي وفرار الأخ من أخيه وأمه وأبيه وكل من في الأرض من زوج وصاحب وصديق ومن غلق المساجد ودور العلم (المدارس) ومنع السفر والسعي لأجل الرزق حتى تدمرت معظم اقتصاديات البلدان الغنية والفقيرة فلا أحد فوق الله ولا راد لأمر الله .
ما أود أن أذكره في مقالتي هذه هو الرجوع إلى الله والمسارعةُ إلى حماه، وترك الغفلة جانباً وفهم أصل الخلق والمراد منه .
قال تعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)) سورة الذاريات .
وما أحببت ذكره في مقالتي تلك المشاهد المذهلة التي تحدث هذه الأيام في الهند لعدد المصابين الهائل، وعدد الموتى الذين حصدهم المرض ومن آيات الله أنهم كانوا يحتفلون بعيدهم الوثني موجهين قبلتهم إلى آلهتهم التي لا تغني ولا تسمن من جوع، ضاربين بكل النداءات التي وجهت إليهم بترك هذه العادة الخاطئة والتجمع الخاطئ في فترة المرض واثقين بقلوبهم الضعيفة أن آلهتهم سترضى عنهم وتحميهم من شر المرض حتى أنني شاهدت مقطع لمقتل إحدى المذيعات نهاراً جِهارا في الطريق وبين العامة؛ فقط لأنها نصحت قومها بالتوقف عن مثل هذه الأعياد وضربت مثلا بتباعد المسلمين ونظافتهم وإتقائهم المرض حتى في عباداتهم ومساجدهم .
فجاء رد العلي القدير قاصماً لهم بانتشار هذا الفيروس بينهم بسرعة مذهلة لا زالت تتوالى أحداثها إلى اليوم حتى أنني شاهدت مقطع آخر لنسوة يحطمن أصنامهم بعد أن علمن أنها لا تنفع ولا تضر ولم تحمِ أبنائهن وأهلهن من الموت .
اليوم نقف جميعا أمام قدرة الله عز وجل وهذا الابتلاء الإلهي وكلنا صاغرون أمام إرادة وحكمة الله حيث يجب أن تعود النفوس إلى أصلها وفصلها بالتوبة والرجوع إلى الله والاستغفار من جميع الذنوب والخطايا .
قال تعالى (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (50)الذاريات .
قال تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) سورة نوح .
فمن أعظم الدروس هو درس العودة إلى الله والتوكل عليه والتماس العفو ورفع البلاء منه والعودة إلى طريق الحق والبعد عن المعاصي وتحطيم قيود الغفلة والتسويف إلى غير رجعة.
الكورونا دروسه كثيرة وأعظم درس سيقدمه للبشرية بإذن الله هو درس الإيمان والعودة للرحمن وبإذن الله نستبشر خيرا في رفع البلاء في القريب العاجل بإذن الله .
حفظ الله أوطاننا وسائر أوطان المسلمين ورفع البلاء عن العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights