2024
Adsense
مقالات صحفية

الأزمة النشأة والمفهوم

الدكتور: سعيد بن راشد بن سعيد الراشدي 29 /4/ 2021 م

تمر بالعالم مختلف الظروف الطارئة التي تؤثر على الجوانب الحياتية للأفراد وللدول بشكل عام، ويتم اتخاذ وتبني الخطط والبرامج المختلفة للسيطرة على تلك الظروف كلاً حسب قدراته وإمكانياته التي يمتلكها، وفي مقالنا هذا سوف ننطرق بإذن الله وتوفيقه إلى الأزمة من حيث النشأة والمفهوم، وهنا يتبادر إلى أذهاننا سؤالاً وأراه مهماً وهو: كيف نشأ مفهوم الأزمة؟
ظهر مفهوم أو مصطلح الأزمة أولاً في مجال الإدارة العامة دلالة على الدور الكبير والفاعل التي تقوم به الدول لمواجهة ما يحدث لها من ظروف طارئة، مثل: الفيضانات والزلال والبراكين، وكذلك الحروب، والامراض، وغيرها من المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها الدول في هذا العالم الواسع مترامي الأطراف.
وبمرور الزمن والطفرة العلمية الهائلة التي نعيشها في هذه الحياة في مختلف المجالات والقطاعات، أخذ هذا المفهوم بالتطور أيضاً إلى أن أصبح يعتبر طريقة جديدة وأسلوب جديد وحديث يعتمده ويتبناه متخذي القرار في الدول لمواجهة ما يعترضهم من مواقف طارئة؛ للوصول إلى إجراءات سريعة وعاجلة لمواجهة تلك الظروف وفق خطط وبرامج علمية مدروسة تؤمن لهم تحقيق ما يسعون إليه.
لذا نجد إن مفهوم الأزمة تطور، وأصبح من العلوم المهمة والضرورية للجميع، حتى في المجتمع البسيط ألا وهو مجتمع الأسرة، من حيث قيام رب الأسرة وأفرادها باتخاذ القرارات المهمة لمعالجة ما يمكن أن يعترض سير حياتهم اليومية.
وأصبحت إدارة الأزمة من الجوانب المهمة لأي مؤسسة؛ لدراسة المستقبل واستشرافه، والاستعداد التام وبصورة علمية لمواجهة الأزمات وتأثيراتها.
ولقد تعددت المفاهيم المختلفة للأزمة حسب اتجاهات الأفراد عنها، فتُرى أحياناً على إنها خلل يؤثر على أي نظام بصورة كبيرة.
ويراها تورنجتون Toriington على إنها حدث مفاجئ غير متوقع، تتشابك فيه الأسباب بالنتائج، وتتلاحق الأحداث بسرعة كبيرة لتزيد من درجة المجهول عما يحدث من تطورات مستقبلا، وتجعل متخذ القرار في حيرة بالغة تجاه أي قرار يتخذه. ومن هنا يمكننا أن نطلق على مفهوم الأزمة: بأنها مشكلة وصعوبات بالغة بحاجة إلى قرارات وحلول فعالة؛ لتجنب نتائج غير مرغوب فيها.
وفي وقتنا المعاصر نذكر هنا أقرب مثال على ذلك ما يعيشه العالم بأكمله منذ ما يقارب العام وأكثر من تداعيات أزمة كبيرة ومعقدة، وفي نفس الوقت هي خطيرة لأبعد الحدود، وما زلنا جميعاً نعيش ونتعايش مع تداعياتها وشملت كل قطاعات العالم، والتي أطلق عليها بالجائحة العالمية، ولا يخفى على أحد كبيراً أو صغيراً هذا المسمى إنها جائحة “كوفيد 19”. حيث أن هذه الجائحة تعتبر أزمة وكارثة عالمية، أثرت وما زالت تؤثر على كافة القطاعات المختلفة في العالم.
ونحن في وطننا العزيز عمان لسنا بمعزل ٍعن العالم من تأثيرات الأزمات الطارئة ومنها: هذه الازمة – جائحة كورونا كوفيد 19- على مختلف القطاعات المختلفة في البلاد، ولقد بادر متخذي القرار وعلى رأسهم مولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه إلى اتخاذ العديد من الإجراءات الاحترازية لمواجهتها، منها تشكيل لجنة من مختلف القطاعات الخدمية بالسلطنة تُعنى بهذه الجائحة وتداعياتها؛ ولتقوم باتخاذ ما يلزم من القرارات والتوجيهات التي يمكن أن تُحد من تأثيراتها المختلفة والكبيرة على الوطن والمواطن.
وما زال العالم بكل ما يملك من قدرات علمية وخبرات بشرية يصارع تداعيات هذه الازمة؛ لتجنيب البشرية كافة الأخطار التي يمكن حدوثها، ونحن في وطننا العزيز عمان ما زالت جهات الاختصاص تتابع عن كثبٍ تطورات هذه الازمة وتداعياتها، وتصدر بين الحين والآخر التوجيهات والقرارات المناسبة لكل فترة من فتراتها.
ويجبُ علينا جميعاً أن نتكاتف للوقوف أمام ما يعترضنا من حوادث طارئة وغيرها؛ حتى نعيش حياة سعيدة بدون كدرٍ وبدون ألم.
حفظ الله عماننا العزيزة وأهلها الكرام في ظل من يُكمل المسير مولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه، وسدد على الخير خُطاه، وحفظ العالم أجمع أنه سميع مُجيب الدعاء.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights