المدرسة حياة …التطوير المعرفي …المعلمون أولاً
د.محمد بن أحمد بن خالد البرواني
alnigim@gmail.com
محمد لللإستشارات الادارية والتربوية
مدرب أول معتمد في تدريب الموارد البشرية
يعمل التطوير المنظمي لتطوير معارف القوى البشرية العاملة ومهاراتهم وأدائهم، ولتطوير معرفة الأفراد هناك أهمية لتوفير بحوث تنظرية وتطبيقية مماثلة يتوفر لها اختصاصيين متفرغين ضمن أجواء مشجعة تؤمن الوسائل اللازمة للعمل التطويري الذي تفرضه الحاجة لمواكبة ما يجري حولنا من تطورات عالمية متسارعة، وكذلك وضع الرؤى والاستراتيجيات الفعّالة والقادرة على التعامل والتفاعل مع تحدي ثورة المعلومات وتقنيات الاتصال من خلال وضع الخطط الطويلة والقصيرة المدة لتدريب وتأهيل العاملين للتعامل معها كونها أصبحت ضرورة من ضروريات العمل الإداري في كافة مجالاته ،كما أصبح تعلم وإدارة تكنولوجيا المعلومات من المهارات الحيوية التي يجب أن يتقنها ويتعامل معها كل مدير وقائد؛ لتكون معينا له في إدارة كافة المجالات والأنشطة الإدارية المتسارعة.
ولتكون المؤسسة التعليمية فعّالة في استخدام هذه التقنيات يجب أن تأخذ بعين الاعتبار:
* تطوير نظم تكنولوجيا المعلومات مع الأخذ بالنظم القديمة.
* توفير الدراسات المخططة والسليمة قبل إحداث أي تطوير لاستخدام التقنية.
* يجب أن يكون العائد من استخدام التقنية هو تقديم أفضل الخدمات لطالبها.
كما ينبغي للمعلمين أن يعرفوا كيف يشكلون ويعّدون المهام وكيف يقدمون التغذية الراجعة بحيث يشّجعون الجهد المكّثف دون أن يقللوا من الحثّ لبلوغ الفهم حين تزداد أعمال التعليم صعوبة أو يثّبطون هِمم التلاميذ بحيث يتخلّون عن الموضوع، ولا يتم ذلك إلا من خلال تدريبهم وتنميتهم مهنيا.
وأوضحت بعض الدراسات أنه يمكن تعديل الإتجاهات تعديلاً محدوداً من خلال استخدام بعض الوسائل منها، الإرتقاء بالمستوى التعليمي والثقافي للفرد وعمل اللقاءات والإجتماعات داخل المنظمة والاستفادة من التنظيمات غير الرسمية وتغيير المعلومات والحقائق القديمة إلى جديدة، وإدراك الصلة بين أسلوب التعامل مع الأفراد وإفساح المجال لهم للمشاركة في اتخاذ القرارات وبين إنتاجيتهم.
إن المعرفة المقتبسة من هنا وهناك دون تخطيط، محاضرة هنا ومشغل هناك ولقاء، لا تقدم المعرفة المراد التي ينبغي أن يصل إليها كل فرد وتحقق الأمنيات والأهداف المرسومة، ففي إحدى الدورات شبّهتها محاضرة أمريكية بأنها كحشو السمبوسة في وقت ينظر العالم إلى التخصص وتحقيق منتج معين، فلا مانع من أن تقدم المعرفة الكاملة للمعلمين في استخدام طريقة حل المشكلة واستخدام التفكير طالما أنها هي المسار الذي سنعمل عليه ونقدمه لطلابنا؛ ليكونوا قادرين على مجابهة التحديات.
في الثمانينات كان لايترك المعلم بعد تلقيه المعرفة في كليات التربية وتخرجه منها دونما متابعة، بل يُخّصّصُ له مرشدٌ ميداني يرافقه ويتابعه، يقدّم له المعرفة على مدار عام أو عامين خلال العمل.
كنت ممن تم توزيعه لممارسة التدريس واكتساب المعرفة عن طريق الممارسة في المدرسة السعيدية في العام الدراسي 84/85 لتسعمائة وألف، كمعلم يقوم بالتدريس بشكل يومي ويمارس المعرفة ويطّبقها مع الطلاب كأّنه معلّم قد أنهى تخّرجه، وعُيّن في إحدى المدارس.
المشرفون علينا لا تنقطع زياراتهم وصِلاتهم، يقدّمون المعرفة لنا بشكل مستمر، كان هذا النظام ناجحاً، لأن المشرف على إعداد المعلم وزارة التربية والتعليم وهي أدرى بما ترغب في تقديمه من محتوى، أما تعدّد الجهات التي تعمل على إعداد المعلم وتدريبه وتقديم المعرفة له إلى أن وصلت إلى الجامعات الخاصة، فذلك يجعل من عملية الإعداد غير مترابطة أو منسجمة، وبالتالي لاتحقق النتيجة التي من أجلها ينبغي أن يكون المعلم، وخير مثال على ذلك ما حصل من توجه إلى التعليم عن بعد أو التعليم المدمج.
وكما كان للمعلم إعداد فقد كان لإدارات المدارس أيضا إعداد، حيث قُدّمت لنا المعارف بإشراف وزارة التربية على مدار عام بشكلٍ نظري ومدار عامٍ آخر بشكلٍ عملي وذلك في العام 1992 وعام 1993م، وبمتابعةٍ من قبل المشرفين والقائمين بشكل مستمر ولا يتم اختيارك إلا بعد اجتياز ذلك كُلّه.
إنه من الأهمية بمكان أن تضع وزارة التربية والتعليم معايير محددّة تحوي مهارات ومعارف جديرة بتحقيق التحسين والتطوير وقدرةِ مخرجات المعلمين من التفاعل مع التطورات المتسارعة في مجال التعليم، والتي تتطلب قيماً ومباديء ومهارات ومعارف يستطيع من خلالها المعلم مواكبة رغبات الأجيال وشغفهم وقدرته على التعامل مع أدواتها وضبط تطبيقها، بتقديم المنح للجامعات ورفعها إذا لم تتوافق مع هذه المعايير من خلال ما قدمته من مخرجات.
إنّ التطوير المعرفي للأفراد يحتاج إلى فترة زمنية طويلة ويحتاج إلى قادة أكفاء لا يستسلمون ويعملون بجهد؛ لإحداث التغيير وفق رؤى واضحة وأسس سليمة وقوية وخطط محكمة تعمل على تدريب مدراء قادرين على تحمل عملية التطوير، لديهم الفكر الواع والآفاق المستقبلية ويمتلكون المهارات الإدارية الجيدة التي تتوافر لها كل السبل للعمل بحرية مما يجعل المدرسة صرح تعليمي يقوم بتوفير متطلبات المجتمع من الكفاءات الممتازة القادرة على المنافسة ومسايرة التطّور العلمي.