المرأة بهجة الحياة
ريحاب أبو زيد
وجود المرأة يمنح الحياة ألوانا مبهجة ، ويعطيها طعما لذيذ ، ويذلل مصاعب الحياة، ويخفف من الألام، كما يزيد السعادة والمرح، فالمرأة شريكة الرجل في إعمار الأرض ونفع المجتمع بما تمتلك من مقوّمات خاصة تميزها عن غيرها، ولأجل ذلك تغنى بها الشعراء، وصاغ الكتاب لأجلها أجمل العبارات، ورسم في جمالها الفنانون أجمل اللوحات فقال عنتر بن شداد : (ولولاها فتاة في الخيام مقيمة لما اخترت قرب الدار يوماً على البعد ِ مهفهفه والسحر في لحظاتها إذا كلـــمت ميتـــاً يقـــوم من اللحـــــد ِ أشارت إليها الشمس عند غروبها تقول إذا اسودَّ الدجى فاطلعي بعد ِ وقال لها البدر المنير ألا اسفري فإنك مثلي في الكمال وفي السعد ) وقال شاعر المرأة نزار قباني الذي فهم المرأة جيدا وعبر عنها : (الأنثى لا تريد رجلا غنيا ولا وسيما ولا حتى شاعرا هي تريد رجلا يفهم عيناها عندما تحزن ويشير إلى صدره ليقول لها هنا وطنك) .
فعندما تجد المرأة القلب الحنون الذي يسمع عيناها قبل أن تتكلم تفعل المستحيل لتنثر السعادة في ذلك القلب. المرأة هي الام والزوجة والأخت والابنة و الحبيبة والصديقة ، فهي أساس المجتمع وتشكل اللبنة الأساسية للمجتمع فنراها تتعب وتكد بين العمل والبيت وتربية الأبناء وكذلك إرضاء الزوج دون كلل ودون ملل فبعض النساء تتسمن بقوة الشخصية فتسلك اصعب الطرق لتحافظ على كيانها وأسرتها، والمرأة خلقت بحس مرهف وقلب حنون فعندما تكره الرجل لدرجة الموت نعلم أنها كانت تحبة لدرجة الموت ، فقد تخلق المرأة لتكون جميلة ولكن جمالها لا يتفتح إلا بعد أن يتفتح قلبها للحب لتزداد جمالا وحنانا .
وحمى الإسلام المرأة حيث أنّه لم يغفل في تشريعه وأحكامه عنها ، فقد جاء الإسلام رافعا لشأنها ، ومكرما لها فهي لم تكّرم في أي دينٍ قبله، فالنساء في الإسلام شقائق الرجال، والإسلام شمل المرأة من صغرها بأحكام ، تحفظ لها حقّها وكرامتها، كما كرّم الرسول صلّى الله عليه وسلّم- النساء في تعامله معهن، كما أوصى النبي -عليه الصلاة والسلام- بالنساء خيراً، في آخر وصاياه يوم حجة الوداع، فقال: (استوصُوا بالنِّساءِ خيرًا) فهل استوصوا بالنساء خيرا فعلا ؟! لذا يجب أن تعلموا أولادكم أن الأنثى هي الرفيقة هي الوطن هي الحياة.