الكشفية، بين التمكين والتطوير
مقبول البلوشي
تطوير الذات مرحلة تلقائية يمر بها الإنسان الطبيعي، ونقلة نوعية للإنسان الواعي المهتم بنقلات وفواصل حياته، من أجل الوصول للغاية الأسمى.
والكشفية مراحل ونقلات في حياة الكشاف هدفها الأسمى تكوين شباب في بيئة لا مجال فيها للعنصرية أو السياسة أو الأديان، التي تعتبر أكبر تحديات التطوير الذاتي والتنمية البشرية،
لذلك تعتبر الكشفية من أهم أسباب تطوير الذات حيث إنها تكسر أكبر تحديات تدمير الذات وتأطير البشرية، فالنهج الذي تسير عليه الكشفية والتنوع في المجالات ما بين خدمة وتنمية سبب كافي لصنع جوالة ناضج واعي هدفه الأساسي تطوير ذاته.
فالبرامج الكشفية المختلفة والمتنوعة تمّكن وتصقل الشباب (الجوالة)، وتساعدهم في تطوير ذاتهم بطريقة غير مباشرة وذلك عن طريق المهام المناطة لهم، مثال: “حفلات السمر الكشفية” وهو برنامج كشفي من خلاله يكتشف الجوال مواهبه أمام الجمهور، ويكسبه الثقة التي من خلالها يستطيع إبراز ما لديه من مواهب ومهارات متنوعة، وهذا الحدث الكشفي كفيل لجعل الجوال يطور من ذاته ويكسبها الثقة، بأنها شخصية قادرة على اكتشاف ذاتها، وكلما جرب وجرب زاد تطوره وكسر حاجز الخوف، وتتعدد الأمثلة والبرامج والفائدة ذاتها.
فتطوير الذات أداة فعّالة غير مباشرة تجدها مختبئة بين زوايا العمل التطوعي، والحياة الكشفية تثمر وتنمو في نفس كلّ كشاف يعمل ويفكر ويقدم ما لديه من أفكار وإبداعات؛ للتقدم بالحركة الكشفية وهو لا يعي بأن هذه الأفكار هي من ستطور من ذاته، وتجعله شخصية واعية مدركة واثقة بقدراتها قادرة على خوض التجارب دون تردد ، دائما يتميز الكشاف صاحب الفكر المتجدد، وهذا التجديد لم يأتي من فراغ؛ بل من شخص كسر حاجز التدمير الذاتي، وحاول تقديم ما يستطيع؛ ليسعد في النهاية، ويفوز بحب الذات الذي هو منبع الحُب للعمل والشغف للتطوع والاستمرارية في الحركة الكشفية.
ختاماً، امتنانا عظيما للحركة الكشفية التي تسعى لتمكين شباب واثقين بأنفسهم متمكنين أينما وجدوا حريصين على تقديم الأفضل شغوفين بالحُب للمجتمع خدمة وتنمية ومستعدين للتقدم وللبناء من صغرهم، وتطوير الذات عامل مهم والكشفية أكبر عوامل تطوير الشباب، وتقدير ذواتهم، فلنكن مستعدين أولا: لتطوير ذواتنا وثانيا: لخدمة العالم وتنمية روح الإنسانية والعطاء.