خطر الحظر أشد من خطر المرض
راشد بن حميد الراشدي
إعلامي وعضو مجلس إدارة
جمعية الصحفيين العمانية
اليوم وصل الجميع إلى قناعة تامة أن خطر الحظر أشد من خطر انتشار المرض وتبعاته.
اللجنة العليا وما بذلته خلال عام كامل من جهود، مقدرةٍ، ولكن تحكمها حاجات ومتطلبات المواطن الذي بات على شفى جرف هارٍ سينهار به في أتون الفقر والعوز الذي وصل إليه الكثير منهم من انهيار مشاريعهم، ورزق يومهم الذي يتكسبون منه في مشاريع بسيطة أو متوسطة كانت أملهم الوحيد، ومعترك حياتهم حتى لا يسألوا الناس إلحافاً.
مئات المسرحين من شركات تعثرت وتأثرت بهبوط الاقتصاد وتأثيرات كرونا أضف إلى ذلك الباحثين عن عمل، فقد خرج عن السيطرة توفير فرص رزق للجميع، فأقوات الناس وأفواه أبنائهم باتت حقيقة مؤلمة، نسمع صراخهم يتعالى يوماً بعد يوم من خلال مواقع التواصل أو عبر الجمعيات الخيرية وأهل الإحسان.
أنشطة كثيرة تأثرت مباشرة بذلك الحظر القاسي عليهم خاصة، ذوات الدخل المحدود، وأصحاب المشاريع البسيطة كقطاع المطاعم، وأصحاب البسطات في الطرقات التي كانت تدرّ دخلاً على أصحابها، ومعظمهم يبدأ عملهم في الفترة المسائية.
أضف إلى ذلك حاجة الناس في الشراء منهم في شهر رمضان الفضيل، وخاصةً لمن هم مرابطون في أعمالهم بدون عوائل…
قرارات اللجنة تؤخذ بالحسبان للحد من انتشار المرض، ولكن هناك تداعيات كبيرة جداً تواجه المجتمع وتنذر بسلبيات خطيرة نتيجة حظر الأنشطة وقطع الطريق أمام أرزاق الكثير من المواطنين الذين يعتمدون على رزقهم من مثل هذه الانشطة.
إنني أضم صوتي لكل من يطالب بدراسة إلغاء الحظر، وفرض قرارات أخرى كنسبة تكدّس الناس في جميع الأنشطة والمجمعات بحد ٥٠٪ فقط، أما ما نراه قبيل الإغلاق من تدافع واكتظاظ كبير هو ما سيساهم في نشر الوباء.
وكذلك منع التجمعات بمختلف أنواعها في الشواطيء أو البراري أو المزارع أو المساكن، ويتم مراقبة ذلك عن كثب.
كما أتمنى تكثيف التوعية اليومية من قبل وزارة الاعلام والكتاب والمغردين وغيرهم في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر الإعلام المرئي والمسموع والمقروء عن هذا المرض ومخاطره، وطرق الوقاية منه.
فمع فتح الأنشطة طوال اليوم وحتى ساعات متأخرة من الليل سيساهم ذلك في إيجاد فسحة من الوقت للتسوق، بدل ما نراه من اكتظاظ وقت المساء هذه الأيام.
أيام الشهر الفضيل قادمة، وفيها تنقلب الحركة ليلاً بدل النهار، وهنا يكون الحراك ومصدر الرزق لتلك الفئات من أصحاب المشاريع البسيطة والمتوسطة خلال فترة إفطار الصائمون، فكيف سيفتح صاحب النشاط -خاصةً- المطاعم والمقاهي وغيرها لمثل هذه الانشطة لمدة ساعتين فقط، وما مردوده المادي من ذلك؟ وكيف سيسدد ما عليه من مترتبات كبيرة؟ ورزقه هو ما يدره عليه ذلك النشاط، ومن سيحميه من شبح الدين والإفلاس، ومطالبات الدائنين من إيجارات وأجور ومشتريات؟.
إنها صرخة استجداء لأصحاب القرار في مراجعة قراراتهم، أو إيجاد حلول جذرية لتلك الفئات ودعمهم طوال فترة الإغلاق.
حفظ الله عمان وسلطانها، وشعبها ورفع الغمة والبلاء عن بلادنا وسائر بلاد العالمين.