رمضان على الأبواب
الزهراء الهاشمية
استقبال رمضانُك بكل ود، حدد لنفسك المسار الصحيح كي تمتلك أجر عظيم في شهر المغفرة
كن صادقاً
ماذا أريد؟!
أين سأذهب؟
إذن دع عنك كل تلك المسلسلات الترفيهية، و خطط لرمضانك وقرر أن تكون أنت الفائز به، بعدها سوف ترى بأنك سعيد جداً، واثق النفس، سوف تصل إلى مستوى الرضا. إذن اصعد إلى أعماق نفسك…
حين يتأمل الإنسان معنى السعادة، يجد أنها الدافع الحقيقي للوجود
أين توجد السعادة؟
تجد السعادة بالقرب من الله، وفي أنفسنا، لذلك لابد على كل إنسان أن يتقرب بالعبادات، ويفتش ما بداخله كي يصل إلى مصدر النور كي يستخرجه من ظلمة النفس إلى نورها، ولكي ينال السعادة في الدنيا والآخرة.
فسبحان الله، إنه رؤوف رحيم، سريع المغفرة، مهما عصينا وارتكبنا المعاصي يغفر ذنوبنا ونعود بهدايته لنا وفضله علينا، فمن المهم أن تدرك أيها القاري التقوى، وتدعو الله بالهداية لك لتزيدك تعلقاً بالله وتقربا
فكرر هذا الدعاء ليريح القلب
(اللهم اهدِنا فيمَن هديت .. وعافنا فيمن عافيت .. وتولنا فيمن توليت .. وبارك لنا فيما أعطيت .. وقِنا شر ما قضيت .. إنك تقضي ولا يقضى عليك).
فمهما رفعت يدك، أيقن بأن الله يسمع دعاءك ومناجاتك في السر والعلانية، وهذا من نعمة الله علينا بالاسلام ورحمته بالمسلمين فهو معنا في كل لحظه، فكن مع الله يكن معك، فاطمئن.
قال تعالى:{إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}- سورة الرعد ١١-
لذلك حين تغير وتصلح نفسك، سوف تأتيك كل سبل السعادة والراحة لمدى الحياة، ولن يتغير فقط إلا من أراد التغير وأصلاح نفسه، فاللهم أذقنا شعور هذي الآية{فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)}- سورة آل عمران- فالعبادة سلاح الإنسان كي يصل إلى مستوى اتقى وأصفى، يرتقي بمنطقه، بفكره، بالمبادئ التي يسيرُ عليها، فلابُد أن نكونَ أقوياءَ في مواجهَةِ وسوسة النفس، فلا تعطيها ما أنتَ ترغبُ به كي تصل للمرام، لابدَّ أن تُكافِح وتتعثر كي تحصل على ما تتمنى من يقين وسعادة دائمة وغيرها.
عزيزي القارئ ؛ كن قائداً لنفسك، كن قوياً من أجل نفسك،
فبعض البشر لا يملك معنى للسعادة لأنفسهم، وأيها الإنسان السوي لماذا تعيش بهذه الحياة أنت لا تملك ذرة من السعادة لنفسك، وأين الرحمة! وأين المودة! وأين الحب!
كن محسناً كي تعيش بسلام وفي راحة، وفي نعيم وسعادة ، البعض يقول نحن لا نرى الراحة، فالمعذرة يا سيدي، أنت من لم تصنع الراحة النفسية لنفسك، فإن كنت قاسياً بنفسك عنيفاً بتصرفاتك راجع نفسك كي تحضى بحياة السعداء في الدنيا والآخرة
فالإحسان يولد لك الراحة والأجر في الدنيا والآخرة، فاعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا وأعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا – قول لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه-
كفاك أنفة وتكبر فإنها من عمل الشيطان فكن حذر منها، كن مع الله فلن تذهب من الحياة إلا وإنت مرتاح البال والنفس، وسوف تكون إنسان بمعنى الإنسانية.