لنختر من يطورنا
أحمد بن موسى البلوشي
الدول المتطورة هي الدول ذات المستوى المرتفع من التنمية التي تحقق تقدمًا في المجال الاقتصادي والتعليمي والثقافي والإلكتروني، دول قادرة على الابتكار والإبداع والتقدم في أغلب مجالات الحياة، والفرد هو حجر الزاوية في تحقيق هذا التقدم والتطور، وهو صاحب الكلمة قي تحقيق ما تخطط وتسعى له هذه الدول، ولذلك نرى الكثير من الدول تهتم في تنمية رأس المال البشري، والبحث عن البرامج والدروات التي تساعد على تنميته، ولا يمكن لأيّ دولة أن تكون على المسار الصحيح للتطور دون وجود أفراد ومسؤولين يمتلكون مواهب وقدرات إبداعية في التفكير، واتخاذ القرار وطرح الحلول والأفكار، واستثمارها للبناء والتطوير.
خلاصة ما أود قوله من هذه المقدمة أنّ التطوير والتنمية في الدول تبدأ من الفرد، والاستفادة من مهاراته وأفكاره، ولا نهضم دور الحكومة الرشيدة في هذا الجانب بما تقدمه من دورات مختلفة ومتنوعة؛ لتطوير الفرد ثقافيًا ومعرفيًا وعلميًا، بحيث يكون قادرا على التطوير والإبداع في مجال عمله، وبما يعود بالنفع على البلد، وعليه يجب اختيار هذه النوعية من الأفراد؛ لشغل المناصب القيادية المختلفة في الدولة، واختيار المناسب منهم؛ لتمثيل الشعب في المجالس البرلمانية، فالشخص عندما يختار من يمثله في المجالس البرلمانية يجب أن يكون على ثقة بأنّ هذا الفرد ذو فكر ثقافي وعلمي ومعرفي، فرد قادر على الحوار والمناقشة، قادر على طرح الحلول والأفكار التي تسهم في تطوير البلد بأفكاره المبدعة ونقاشاته الهادفة، وليس دوره انتقاص الآخرين وانتقاد ما يقدمونه؛ بل هو مكمل لهم، كالمشاركة في العمل الجماعي الذي يؤثر بالإيجاب على تنمية البلد وتطويرها.
ولهذا نقول أنّ الشباب لهم دور كبير في تنمية الوطن وتطويره، فهم مصدر قوته وطاقاته المتوقدة للعمل والبناء، وأقصد هنا الشباب المثقف والمبتكر الذي يناقش ويطرح الحلول، وذلك بما يمتلك من تخصص أكاديمي، وقدرة على الإقناع، والحديث بأسلوب لائق بعيدا عن الصراخ، والمطالب الخالية من المنطق والعقلانية، بل بوضع حلول جذرية تساهم في الإصلاح والتغيير نحو الأفضل.
يقول محمود شاكر: ” علا شأن الأمة واجتمعت يوم أن كان إيمانها قول وعمل، فلما تحول إيمانها إلى قول وجدل سقطت وتفرقت”. فإذا كانت الجهات المختصة تضع الخطط والأهداف للبناء والتطوير، فإن الفرد هو من يقوم بالتنفيذ، ويؤدي العمل المطلوب منه، دون إثارة الجدل والمسائل التي لا طائل منها سوى بث روح التشاؤم والتخاذل وكأنّ كلّ خطأ فردي غير قابل للإصلاح أو التغيير، فيعيد إلى أذهان الناس أحداثا ولّت ومضت، وكان الأجدر به أن يسعى مع غيره ممن وضع على عاتقه تحمل المسؤولية؛ لإنجاز أكبر قدر من الأعمال التي تسهم في بناء هذا الوطن.