على من يقع اللوم
الممرضة/ غزلان البلوشية
نستمر في مواجهة، في كل مرة سلالة جديدة من سلالات كوفيد19،وتتجدد في تركيبتها لكي لا تقهر أمام البشرية وأمام اختراعاتهم في صنع اللَقاح الذي يحمي أجسادنا منه،ويبقى السؤال الذي يحير العقول إلى متى مستمرين؟
حينما تكون الإجابة بسبب عدم غسل اليدين وعدم لبس الكمام بطريقة صحيحة لدى بعض الناس وهذا الذي يزيد الأمر سوءا، والابتعاد الجسدي بين الأفراد ، وقد يكاد منعدما، خاصة أن الازدحام في الأسواق مؤخرا بسبب قدوم شهر رمضان وبعده عيد الفطر مباشرة والكل متوقع أن اللجنة العليا سوف تقرر قرارات الحظر الكلي،وقرارات اللجنة لم تأتِ من فراغ ، إذ مع تواجد السلالات الجديدة، ورجوع أعداد المصابين في تزايد، لتأخذ حيزا في المؤسسات، فما تجد إلا أن الحل الصائب في الحظر الكلي.
ولكن مع الجهود التي تقوم بها وزارة الصحة واللجنة العليا في الحد من كوفيد19، فلماذا التزايد في أعداد الإصابات؟
عندما تم توفير لَقاح كوفيد19 بعد انتظار، كثرت الإشاعات والأقاويل، والطامة الكبرى تخويف كبار السن لكي لا يأخدوها، فيما تم نشر مقاطع في سوشيل ميديا، مما أثاروا الجدل، وزادوا الهلع في القلوب الضعيفة، ومع استمرار النصح والإرشادات والحملات في نشر والوعي لتشجيع المجتمع في أخذ اللَقاح،فما زالوا في خوف من اللقاح وما أكثر الخرافات ومهما صححت لهم فلا ألومهم، فهم يظنون أنهم سوف يفارقون أحباءهم، ولكن بعضا منهم قاموا بكسر الأحاديث المزيفة، وأخذوا اللَقاح من بعد تشجيع ذويهم لهم.
وتغير أنواع اللقاحات من كل بلد تظهر فعالية لقاحها، يقع السؤال الأهم لماذا ما زال الفايروس موجودا معنا؟
نرجع إلى أنفسنا ومن دون إحراج، الإجابة تكون للذين يخالطون الآخرين وهم مصابون ولا يعترفون بأنهم مصابين ،لا تغضبون من الإجابة ، فكم من حقيقة مرة لا يتقبلها أحد ولكن مصيرنا أن نتقبلها، مخالطة الآخرين وهو يعلم أنه مصاب وعليه الالتزام ولا يلتزم ، ولا يعترف بأنه مصاب لكي لا يحجر نفسه في غرفة وحيدا من بعد ما كان حرا طليقا يذهب كما شاء.
هذا من أكثر الأسباب في انتشار الفايروس ما بين الناس، من بعد طرق الوقاية التي قد ترى بعض الناس غير ملتزم بها بطريقة صحيحة. وللأسف إذا تحدثت، ليس هذا فقط بل أيضا من خالط المصاب عليه أن يحجر نفسه وعندما يجد نفسه لا يظهر الأعراض، ذهب متسللا إلى الخارج، لمقابلة أقاربه أو أصدقائه ،وتقع الواقعة التي ليست في الحسبان، مما تجد الصعوبة في التحكم بهم فإذا اختلطوا هؤلاء بين الناس وسط الازدحام، نرجع إلى الصدمة من أول جائحة، وها نحن في مواجهة الفايروس في ثالث موسم لنا، فقد فارقونا الكثير من الذين أصيبوا وما زلنا نعاند أنفسنا لنكن على قناعة أننا على صواب وأن من حولنا هم المخطئون.
وفي الواقع المرير، نجد في المؤسسات الصحية ترجع إلى مواجهة الواقع المرير من دون توقف، من بعد ماهدأت الأمور قليلا، لكن سرعان ما رجعت غرف العناية المركزة وأقسام كوفيد10 تمتلئ من جديد، ونواجه الفايروس بين المرضى ليصيب انفسنا الأحباط ولكن لا نظهره أمامهم فهم يعانون ما يكفيهم من ألم وبعدهم عن ذويهم، ونظرتهم لنا كمنقذين لهم ولكن بلباس يكاد يظهر أعيننا بسبب لباس الحماية لأنفسنا من الفايروس، فنحن لا ننسَ أنفسنا أننا نمتلك فلذات أكبادنا وذوينا وأيضا كبار السن، نحاول جاهدين أن نؤدي واجبنا ولكن نحمي أنفسنا لكي لا ننقل لهم هذا الفايروس ونعرضهم للخطر، وما زلنا في وجه الجائجة الثالثة.
ويقع السؤال الأخير إلى متى؟
هل يا ترى سيستمر إلى الأبد؟ لا أريد أن أكون متشائمة ولكن سؤالي هذا بسبب ما أصابنا من إحباط وحزن. نريد أن ترجع المياه كما كانت، كما عهدناها.
نجتمع ونضحك ونزور من دون تردد أو خوف، يختفي الفايروس نهائيا كأنه كابوس وانتهى من بعد ما عانينا وجربنا أسوأ المعاناة. فيا ترى جائحة وراء جائحة ،نظل في مقدمة أمام الفايروس على أمل أن ينتهي وسينتهي إذا اتحدنا معا،إذا تركنا العناد جانبا، إذا التزمنا مما طُلب منا من دون مراوغة، ومن دون أن نطلق أحكاما وتفسيرات من دون وجود واقع، نصيحة، نلتزم ونستمع إلى ما يُطلب منا، نتابع الأمور من باب الجدية، ولمَ لا؟ من بعد استمرار الفايروس معنا، علينا مواجهة الموقف بحسم، إذا اجتمعنا معا سنتغلب على الفايروس بإذن الله.