يا أبي
نصراء بنت محمد الغمارية
تهل اليوم ذكرى وفاة والدي محمد بن حمود الغماري، الذي فارقنا في مثل هذا اليوم قبل 17 سنة، منتقلا إلى جوار ربه سبحانه وتعالى، تاركا فينا الحزن والحنين، أستذكر التفاصيل والملامح والحكايات، فرحم الله والدي، وأسكنه ربي الفردوس الأعلى من الجنة..
سكن الليل بعينيك أبي؟
أم تُراكَ اخترْتَه مشيا إليه؟
قد أماط الليل عن جفني رؤى
غير أني لم أرَ دفق يديه
فارق الدنيا بعيدا ومضى
تاركا كلي.. أنا كلي لديه
بضع ساعات بصبح أسود
فرّقت لحظاتي اللهفى عليه
شَقّ رعد الموت رؤياي له
برقه الحارق أنهى موعدَيه
شوقي الأعمق في روحي له
يأخذ الممشى بلا فكْرٍ إليه
قبره.. صوتي يناجيه بصمت
عن غياب طال أرجو موئليه
بين ممشاي وذاك اللحد كم
من مسير ليس تعدو خطوتيه
فأنا فوق التراب الآن وحدي
وهو من تحت ترابٍ قال: إيه
في كمال الحزن أبكي حرقة
رحلت عيني إلى حيث يديه
لم تفارقني، فما زلتَ معي
روحك المُثلى تلبّي مطلبيه
بعدك الدنيا غدت أرجوحة
تاه صبري ليس يدري مرقديه
يا أبي، إني وإخواني هنا
زاد فينا الحزن.. نبكينا عليه
محمد الغماري يا نعم الذي
زرع الطيبة فينا بيديه
يا إله الكون ربي خالقي
لك أدعو أن تطمئني عليه
برضا منك وغفران كما
كان فينا طيبا في أوليه
أجزه الفردوس مرضيا، فما
غير رضوانك تبغي مقلتيه
منك كل الفضل ربا خالقا
روضة في قبره أتمم عليه