ألا إن أرباب القلوبِ قليلُ
علي بن سليمان اللويهي
ألا إنَّ أربابَ القلوبِ قليلُ
ودنيا أناسٍ للهلاكِ تميلُ
مصابٌ أصابَ الناسَ كان بمقتلٍ
وشلَّ إباء الكونِ وهْوَ ذليلُ
ذُنوبٌ لكم فاضتْ بحاراً وأزبدتْ
حَواها مبيتٌ عندنا وكفيلُ
مظالمُ لو نحكي بها الصخر قاضياً
لأوشك أن يبكي وهْوَ ذهولُ
فسادٌ تعالى في البلاد مفاخراً
رِفاقٌ له للأشقياءِ مُعيلُ
منايا تحومُ الدُورَ تفتكُ صيدَها
وباتت حزانى في فناها عويلُ
معاركُ والأسقامُ تنهشُ لحمنَا
وتفتكُ في الأرجاء وهْيَ تهولُ
فنَكَّلَ كورونا بهم وبِعلمِهم
عَرَى الوهنُ فيهم نفسَه وذُبولُ
فقد أعيتِ الإنسانَ تطبيبُ نفسه
على كثرِ علمِ العالمين قليلُ
وغمٌ يضيقُ النظمُ عنه وبعضه
يشيبُ له الولدان منه يهولُ
فيا ويلنا من ربنا ولسخطه
ويا ويلنا نلقاهُ وهْوَ سؤولُ
فرحماكَ رُحمى أنتَ يا كاشف البلى
وغوثاكَ ربّي أنتَ ربٌ جليلُ
وأنتَ معينُ الكونِ قد جلَّ خطبنا
وأنتَ شفاءُ القلبِ فهْوَ عليلُ
فكونوا كما كنتم وكان رسولكم
فتُعلى بِكم في العالمين عقولُ
ألا إنَّ أربابَ القلوبِ قليلُ
ولله أربابُ القليلِ قبولُ