هيثم بن حمد الجهوري
بأي ذنبٍ تُوأد روحٍ على نبض أنفاسك تقتات!!
هي روحٍ أيقنت بعمق الفراغ الذي يعتريها ، وإلى حجم الفقد الذي توارى خلف عباءة الظنون ، بأن حياتنا حافلة ومليئة منذُ أن عرفت أن الحرف يرتجيك في كل همسٍ ، وأَنّ خُطى كلماتك دروباً نقتفيها، فكانت سبيل غوايةٍ لم أرتجِ لها دليلا ، ونرتشف الشهد من بوح ثغرك زُلالاً يروي ظمأ الفكر،
تنصهرُ الأنفاس بنار بريق عيناك ، ويقف الضياء على شرفات محياك يرتجي الإشراق من ابتسامة مبسمك ،
كم همسٍ لصوتك أخرس كل نغم ،
وكأن اللحن يحاكي بوح مبسمك ،
كم تاهت الألوان في دروب حسنك حتى امتزجت على وجنتاك فانحنت قوساً يحجب نور الشمس في زهو وإجلال
، كم رسمت حروفك على شواطئ روحي وأمواج الأشواق إلى أعماق وجداني يتعاظم هديرها ،
كم سهرت وأنا ألملم كل العبارات وأقتنصها في دفاتر العشق لعلها تكون زاد مشاعري ، وفي حضرتك أتلاشى أنا وأكون كقصاصة ورق تداعبها نسائم أنفاسك ، وتظل أوراقي والهذيان هما طوق نجاتي وبوح فؤادي ،
في غيابك أقع في لُجة الأشواق حينا وفي فخاخ الحنين إليك حينا آخر
آه… فقد ذاب الوصف في نبض القلب فأغدو مكبل الفؤاد معصوب النهى، وأخرس الشعور
آه… حتى الأمنيات أعياها السهر وكبلتها الخيبات .
أيا بشراً تخطى كل الرقاب ،أجدك قِبلتي أينما قلبت ناظري كأن كل الدروب خُطاك وكل الوجوه صداك
لك مني السلام…
سلاماً على من أدمى الفؤاد حنانا
سلاماً على من فاض الحشا كمدا،
سلاماً على روحا امتزجت بروحِ،
فاغتالها الجفاء بعد نشوة الانصهار
في سكون قلبك تجدني . . .
