قائد عن قائد يفرق
يوسف بن عبيد الكيومي
مدرب القيادة الإدارية و القيادة التربوية..
yousef.alkeyoumi2020@gmail. com
تعمل المنظمات على إعداد أجيال متوالية من القادة لديهم القابلية على التعلم والسير مع التطور بما يتناسب مع مستجدات العصر وتطوراته المتلاحقة، وهذا ما يدلل على أن كل منظمة تستطيع أن تصنع قادتها، وأن تعيد اختراعهم لإدارة مستقبلها.
فمهما كان القادة إداريين ناجحين، وعظم نجاحهم فإننا نجد منهم شخصيات قد تكون اجتماعية بدرجة كبيرة، وشخصيات خجولة لا تغادر كراسي مكاتبها، بينما قد يتمتع قادة إداريون ناجحون بالتعامل اللطيف، والتعاون مع أعضاء فريقه، بينما الآخر منهم يتصف بالصرامة المطلقة.
ولذلك حتى القادة الناجحين ينقسمون بين القائد الفعال النابض بالحركة، والقائد المتباطىء الذي لا يتخذ القرارات في وقتها. وهناك أيضاً قادة قد يعرفهم جميع من حولهم- والعياذ بالله -بالغرور، وتجد في المقابل هناك قادة يتمتعون بتواضع كبير بين التابعين لهم بالمنظمات ، كما يوجد بينهم القائد الذي ينصت ليستمع لكل شيء حتى لا يفوته شيء من الموقف الذي أمامه ،و عكس ذلك يوجد قائد ثرثار في كل المواقف لا يسمع صوت أحد غيره.
كل أنواع القادة السالف ذكرهم تجمعهم صفة مشتركة وهي ما يسمى بكاريزما القائد.
لهذا فأنه توجد فروق جوهرية بين القادة، فبعضهم يعتمد على القوة المفرطة، بينما تجد بعضهم الآخر الفاعلية هي اعتماده الأساسي ، ومنهم من يعتمد على القوة، يمكن قيادته بقوة الكلمة سواء كان في خطبته المسموعة من قبل التابعين أو كلماته الرنانة في المجالس، ومنهم من يجمع بين القوة و الفعالية بحيث يتكلم ويعمل معاً، فالقائد الذي يضع الفعالية هي اعتماده المفضل لديه فهذا النوع يعمل وينجز أكثر مما يتحدث و يستعرض أعماله كلامياً.
والقادة الإداريون الناجحون على دراية تامة أن فعاليتهم نابعة من عدة أشياء تتمثل في أنهم فعالون لأن لهم أتباع كفريق عمل بأكبر درجة فعالية، وإذا نظرنا إليهم بأنهم فعالون لأنهم كثيرو الإنجاز، فهذا النوع من القادة تصنعه إنجازاته وبمختلف المستويات التي يعايشها، لهذا فدائماً ما يضرب بهم المثل من حيث فعالية العطاء و القدوة الحسنة كونهم قريبين جداً من التابعين و المؤثرين بجميع فئات المجتمع الداخلي بالمنظمة وكذلك المجتمع المحلي المحيط بهم، لهذا يضعون المسؤولية في مقدمة أولوياتهَ كقادة لأنهم يعلمون تماماً بأن القيادة ليست مميزات وفيرة أو مراتب أعلى للقائد ذاته.
ونظراً لما تقوم به الإدارات الحديثة من تصغير المنظمات ودمجها في أحياناً أخرى، مع إعادة صناعة القيادات الإدارية بالمنظمات بما يتناسب مع الرؤى المستقبلية والواقع الجديد لتكون نقلة نوعية في عالم التغيرات المصحوبة بالتقانة في جميع المجالات لتنقلنا إلى عالم جديد ممن يريد أن يجد نفسه فيه منافساً لا بد عليه من ممارسة القيادة الإدارية التي يمكن أن تستند على بيئة تسهم في قيادة عمليات الابتكار ، وتنمي وتوظف الخبرات البشرية، بأساليب متقدمة تجعل جل القادة يقدمون أفضل ما لديهم نظير تدريبهم و تمكينهم في القيادة.