مقال : إمرأة أربعينية
إمرأة أربعينية
هل سن الأربعين بالنسبة للمرأة كما هو دارج معنا يكون سن اليأس، سن الخمول أو الإتكالية على الغير ، بالتأكيد الإجابة ستكون لا، فسن الأربعين وبما أني أربعينية من وجهة نظري هو سن النضوج الفكري، سن ترتيب الأفكار ومحورتها لتتناسب مع كل إمرأة أربعينية يانعة ساطعة تستطيع أن تتفرغ لتزيد من سطوعها المتوهج، وتنير الكون بإفكارها المبدعة، والمجالات المتعددة التي تتوق إلى أن تكون تلك الأربعينية المتأججة بمختلف المشاعر والأحاسيس جزء منها.
فلكل إمرأة مهما إختلفت أعمارهن مزايا وصفات تتفرد بها، وأنا هنا للحديث عن الجميلات الأربعينيات بإختلافاتهن التي تكسب كل واحدة منهن تميزها عن سواها، رغم إشتراكهن في أربعنية العمر، فهن في سن الحكمة والإتزان الفطري الذي جبلهن الله عليها، وهيائهن لكي يكن في أكمل حالاتهن، وهن داخلات على سن الأربعين الذي ينبثق من خلفه عالم مملوء بالأمور المثيرة والمثرية ، التي تستطيع كل أربعينية من خلالها أن تقدم نفسها وما تختزله من مواهب وقدرات وطاقات .
تختلف المجالات التي تستطيع أن تبدع من خلالها تلك الأربعينية المقبلة على الحياة بروح التفائل، وبروح العطاء لأنها أنثى والأنثى بطبيعتها معطاء إنما حلت وكيفما كانت حالتها وأحوالها ، وأقل عطاء ممكن أن تقدمه هو إبتسامتها التي تشرق لها ربوع الأرض من شرقها لغربها ، وتستنير بها السماء من شمالها لجنوبها ، ويُسعد بها الكون وكل الوجود ، لإن تلك الإبتسامة تكون إبتسامة إمراه مرت بكل الظروف الممكنة، وعاصرت أحداثاً قد تجعل تلك الإبتسامة تذوي وتتلاشى، و وجود تلك الإبتسامة بحد ذاته يعتبر إنجازاً مبهراً، لإنها تشير إلى دلالات رائعة ، أهمها نقاء سريرة تلك الأربعينية الرائعة بابتسامتها ، وتجدد وإستمرارية عطائاتها في مجالات الحياة، مع نفسها ومع أسرتها ومجتمعها وكونها الذي تنتمي إليه ويحتويها.
إذا إستطاعت الأربعينية المتألقة أن تجدد عطائتها مع نفسها واحبت نفسها وسعت لكي تكون متصالحة مع ذاتها راضية عما تقوم به من اعمال لخدمة ذاتها وتطويرها، في بذلك تستطيع أن تجدد كل العطاءات الأخرى لكل ما يحيط بها ، ففاقد الشيء لا يعطيه، وهي تمتلك كل شيء بما أنها تمتلك ذلك الكم الهائل من الحب العظيم لنفسها ، وتترجمه ترجمه صحيحة متناسبة مع مجتمعها وأفكاره ومعتقداته، تستطيع أن تقوم بما يحلو لها وما يرضي تفكيرها وإمكانياتها اللامحدودة، تلك الحدود والأعراف المتعارف عليها في مجتماعتنا الإسلامية.
ولقد حافظ ديننا الحنيف على المرأة وحفظ لها جميع حقوقها، في جميع سنين عمرها المبارك ، منذ نعومة أظفارها إلى إنحنائة ظهرها وتقوسه، جعل الوصاية عليها من أجَلِ الأمور ، والبر بها من أعظمها، وراعى جميع ظروفها وحالتها النفسية والجسدية والصحية ، وأولها إهتمام منقطع النظير كونها شقيقة الرجل وإبنته وامه وزوجته ونصفه الآخر وسكينته التي يسكن إليها.
المجال مفتوح ومن بابه الواسع لجميلتنا أربعينية السنون كي تبدع وتتألق في أي مجال شائت فكل الدنى قد تداعت لها لكي تتهادى وتزداد ألقاً وإتلاقاً.